عندما انطلقت شرارة ثورة ال41من أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء بمحافظة لحج لم يكن الاستعمار الانجليزي وركائزه من السلاطين في الجزء الجنوبي من الوطن يتوقعون لها الاستمرار وأن لهيبها سيمتد إلى مدينة عدن الحصينة والقاعدة العسكرية لبريطانيا في الشرق الأوسط، حيث كانوا يظنون أن ما حدث في ردفان ماهو إلا مجرد انتفاضة سيتم إخمادها كغيرها من الانتفاضات السابقة خصوصاً بعد استشهاد مفجر الثورة البطل راجح بن غالب لبوزة الذي كان قد عاد ومعه مجموعة من المقاتلين من جبهات القتال في المحابشة بمحافظة حجة دفاعاً عن ثورة ال62من سبتمبر التي أكد الهدف الأول من أهدافها الستة على «التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات»..عاد إلى ردفان ليعلن الثورة ضد الاحتلال البريطاني الذي وقف ضد ثورة سبتمبر التي أطاحت بالنظام الإمامي الكهنوتي المتخلف الذي كان جاثماً على الجزء الشمالي من الوطن، ولكن استشهاد البطل راجح لبوزة وعدد من رفاقه في معركة غير متكافئة مع قوات الاحتلال البريطاني المدعمة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة مثّل بداية النهاية للاحتلال الغاصب لجزء غالٍ من الوطن اليمني و بداية الطريق إلى الحرية والاستقلال، حيث امتدت شرارة الثورة إلى كل شبر من الجزء الجنوبي من الوطن لتتحول إلى بركان ثائر يزلزل الأرض تحت أقدام المستعمر الغاصب لتجبره على الرحيل في نوفمبر 7691م بعد حرب تحرير شاملة خاضها الثوار من مختلف شرائح الشعب اليمني وتجسدت فيها واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من خلال أولئك الأبطال من المحافظات الجنوبية والشرقية الذين شاركوا في معارك الدفاع عن ثورة ال62من سبتمبر ومن المحافظات الشمالية والغربية الذين شاركوا في حرب التحرير ضد الاستعمار الانجليزي وتحقيق الانتصار لثورة 41 أكتوبر بجلاء آخر جندي بريطاني وإعلان الاستقلال الوطني الناجز في ال03من نوفمبر 7691م والذي ماكان ليتحقق لولا ذلك الصمود وتلك التضحيات الجسيمة لشعبنا اليمني الذي أصرّ على انتزاع استقلاله المكتمل غير المنقوص وأجبر بريطانيا العظمى آنذاك أن تحمل عصاها وترحل من أرضنا الطاهرة بعد احتلال دام مائة وتسعة وعشرين عاماً فكان خروجها من عدن بداية النهاية للامبراطورية التي كانت لاتغرب عنها الشمس لوجود مستعمراتها في أنحاء المعمورة. ونحن نحتفل بأعياد الثورة اليمنية الخالدة 62سبتمبر و41أكتوبر و03نوفمبر في ظل راية الوحدة اليمنية المباركة حريّ بنا أن نستلهم العبر والدروس من تلك التضحيات والمآثر البطولية لأولئك الأبطال الذين حملوا على عواتقهم مهمة تحرير وطننا وشعبنا اليمني من ظلم واستبداد الإمامة والسلاطين والاستعمار الأجنبي فنواصل مسيرة التنمية والديمقراطية وبناء اليمن الحضاري الجديد وصنع المستقبل الأفضل.