بدأت تتكشف نوايا الإدارة الأمريكية بعد أن أفلست سيناريوهات تحقيق الديمقراطية والاستقرار الأمني ووجدت نفسها الآن وفي ظل الأزمة المالية العالمية بين فكي كماشة بعد الفشل الأول تلو الآخر وتململ فاعلية الحكومة الحالية وهي الذريعة المغلفة للولايات المتحدةالأمريكية في انتخاب مجالس المحافظات والخطة الأمنية، واعتبر هذا الفشل السياسي والأمني وصمة عار في جبين دولتين عظيمتين ظلتا طوال الخمسة السنوات الماضية تسوقان العديد من الأفكار والذرائع لبقاء القوات المحتلة فترة أطول في العراق بقصد الاستحواذ على الثروة النفطية وتحويل العراق إلى قاعدة عسكرية لمكافحة ما تسميه الإرهاب في المنطقة العربية وحماية ربيبتها اسرائيل الخنجر المسموم في جسم الأمة العربية والاسلامية وتسويق الاتهامات ضد الأنظمة العربية الفاعلة والابتزاز العسكري والهيمنة للقطب الواحد واطلاق العنان للكيان الصهيوني لبسط سيطرته على الأراضي العربية الفلسطينية بذريعة الإرهاب المزعوم. ومن أجل العزف على الاسطوانة المشروخة وإطالة بقاء القوات فترة أطول في العراق تفننت الإدارة الأمريكية في العديد من السيناريوهات وتسويق آخر ما في جعبتها من أجندة ورؤى وهي في نهاية عهدها المتداعي وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء وتطوير اقتصاد اسرائيل عبر اختراق البضائع الاسرائيلية السوق العراقية عبر وسائط أجنبية وبمساعدة الولاياتالمتحدة وفي ظل الدراماتيكية التي تعيشها الحكومة العراقية الحالية، وترتفع الأصوات الحية والمحبة للسلام والحرية والديمقراطية الحقيقية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بعودة الحياة الطبيعية والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والدستوري للعراق والخروج من عنق الزجاجة وتسليم السلطة للعراقيين وإقامة حكومة وطنية ديمقراطية، وهذا مارفضته الولاياتالمتحدة جاعلة من الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي وسيلة ضغط عبر الفيتو الأمريكي تحت مظلة النفوذ الأمريكي العالمي الذي يجد معارضة من كثير من الدول الاوروبية، ودخلت روسيا بعد أحداث جورجيا والبلقان قوة أخرى يحسب لها الآن ألف حساب لإعادة هيبة الدولة الروسية كدولة عظمى، ربما الأحداث المتسارعة القادمة ستكشف لنا عن أحداث جديدة تعيدنا إلى المربع الدولي السابق لتحتل روسيا مكاناً جديداً على الخارطة العالمية تجد فيه الدول المغلوب على أمرها مخرجاً من طغيان الهيمنة والسيطرة والنفوذ والغزو ونهب الثروات العربية. خارطة العالم اليوم تشهد تقلبات وتبدلات وتقييمات لاتزال في بداياتها ولم تتضح بعد رؤيتها في ظل الضباب الكثيف على تضاريس الحياة السياسية والاقتصادية في العالم والخارطة العربية، وماتخبئه الأيام القادمة ستكشفه السيناريوهات مابعد الانتخابات الأمريكية وانعكاساتها على منظومة وشكل قيادة العالم بعد استراحة القطب العجوز لقطب آخر أكثر قدرة لتسيير سفينة السلام والاستقرار العالمي.