الدورة السنوية الجديدة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب تعيد إلى الأذهان كامل المنظومة الثقافية المعرفية التي وسمت سنوات المعرض الحافلة بالتميز، ففي هذه الدورة تتسع الآفاق ليكون الكتاب العربي والأجنبي متصلاً بقدر كبير من الخدمة الإعلامية المعلوماتية المجيرة على أفضل قواعد البيانات الورقية والإلكترونية، الأمر الذي يضع الحضور الزائر والمشارك في وارد السير على درب سالك، فاختيار كتاب من بين مئات آلاف الكتب يتطلب خارطة طريق حقيقية، وهذا ما يحرص المعرض على تدويره بنماء صاعد، وإلى ذلك يتابع المعرض برنامجه الفكري الثقافي الفني الذي يشتمل على سلسلة من الندوات والملتقيات التداولية الموصولة بقدر كبير من التفاعلية الإعلامية المرصودة في أساس الحضور النوعي للإعلام المرئي والمقروء والمسموع، كما تسعد الدورة الجديدة للمعرض بتأصيل مفهوم الكتاب الإلكتروني من خلال تعميم تجربة الكتاب المسموع بوصفه كتاباً يتصف بخصوصيات مغايرة للكتاب المقروء. وخلال أيام المعرض تنخرط إطارات دائرة الثقافة والإعلام بجملتها في تفعيل مرئيات وفعاليات المعرض المختلفة، فيما تتمدد الآثار الإيجابية لتشمل منظومة الحياة الثقافية الفكرية والتربوية في عموم الدولة ودول الجوار العربي الإقليمي، بل العالم برمته، ليكون المعرض بمثابة مهرجان المهرجانات الثقافية المتواصلة في الشارقة . كان معرض الشارقة الدولي للكتاب ومازال يمثل علامة فارقة في زمن الإبداع والعطاء المعرفي الثقافي الشامل، والشاهد أن المعرض يستدعي قواعد المعايير الدولية في تنظيم معارض الكتب، فيما يُحايث الرؤى التي تصب في مجرى التاريخ وحكمته، والثقافة وأبعادها، والوشائج الإنسانية التأملية وفضاءاتها التي تضعنا في بؤرة البهاء والصفاء والنقاء . ستمضي أيام المعرض مع نهاية الشهر الجاري ضمن ذات المتوالية الصاعدة والناظرة لأفضل مافي الكتاب والمكتبات .. المتوازية مع معطيات العصر وعبقرية الوسائط المتعددة .. الموسومة بالتوق للجديد والأجد .