جفت الشوارع من مياه الأمطار، وبقيت الجهة الشرقية من حديقة الثورة بالعاصمة ممتلئة بمخلفات المطر في صورة مستنقع تتوافر فيه أفضل الفرص لتكاثر البعوض.. ويستمر هذا الحال المهدد لصحة جيران الحديقة رغم المسعى الذي رافق تساقط الأمطار والمتمثل في شفط محتويات الطريق القادم من المطار إلى الطريق المؤدية إليه حيث يتوافر الميول الذي يسبح بمنع انقطاع الشارع. لست هنا بصدد الوقوف أمام سلبية شارع رئيسي هام يعجز في تصريف مياهه بسبب سوء التنفيذ للسفلتة وغياب ممر للتصريف.. وإنما لفت النظر إلى خطورة أن تتحول جهة بامتداد حديقة الثورة إلى مستنقع كبير يحول بين الزوار وبين جزء من الحديقة ويحول بين السكان وبين العيش بمنأى عن تهديد البعوض في بيئة من الوحل تصلح لتكاثر مسببات الأمراض. مشهد الجهة الشرقية من هذه الحديقة العامة.. وعدم ظهور أي جهد يشير إلى سلبية وإلى إهمال وعدم احترام للوظيفة.. وإذا كان هناك من يعتقدون أن وجود مستنقع على ذلك النحو بعيد من منازلهم فإن فقهاء البيئة وعلماء البعوض يؤكدون أن طموح الحشرات الضارة لايتوقف عند حد حيث تملك قدرة الطيران والزحف إلى أحياء راقية ومناطق يحسبها البعض آمنة وخضراء وهي «حسبة مغلوطة» لايفهمها البعوض مع الأسف.. !!