من نافل القول ان الانتخابات التي شهدتها البلادلأول مرة في ال 17 من مايو الفارط لانتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات من قبل الهيئات الناخبة للمجالس المحلية مثلت خطوة إيجابية وجريئة وجسورة في نفس الوقت عكست الإرادة السياسية والمصداقية والوفاء من قبل قيادة الوطن ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح للمضي بالنهج الديمقراطي نحو التطور والتقدم الحضاري وتوسيع المشاركة الشعبية أمام كل فئات الشعب أكان لترسيخ تجربة السلطة المحلية والانتقال إلى نظام اللامركزية بنقل الصلاحيات للمحافظات أم بتجسيد فعلي لمبدأ التبادل السلمي للسلطة والأرجح أن ذلك النجاح والإنجاز يعبران عن الترجمة العملية لتنفيذ برنامج الرئيس الانتخابي. لقد صادف يوم السبت الموافق ال 17من نوفمبر الجاري انقضاء ستة أشهر أو نصف عام بالكمال والتمام على يوم الحدث الانتخابي الكبير لانتخاب المحافظين والذين صعدوا إلى رأس قيادات المحافظات من أبواب نتائج صندوق الاقتراع السري بأصوات أعضاء المجالس المحلية بمحافظاتهم التي هي في الأصل انتخبت من المواطنين وتمثل كل قرية ومنطقة.. وبالنظر إلى المدة القليلة من عمل المحافظين المنتخبين الذين يعتبرهم البعض أنهم مازالوا جدداً رغم أن فترة التقييم لنصف عام لكل محافظ تكفي للقول: إن كان جديراً بالمنصب أم مازال يدور في حلقة مفرغة.. شخصياً من خلال متابعتي الحصيفة لأداء بعض المحافظين فإن هناك منهم من استطاع اختصار الوقت واختزال مسافات الزمن وتمكن من تشخيص أوضاع المحافظة وإدراك أو استيعاب خصوصيتها وليس مزاج أبنائها.. بل احتياجاتهم من المشاريع الخدمية والإنمائية ومشكلات البطالة والأمن وحتى الفساد والمفسدين من المسئولين فيها وقام وفق الصلاحيات الواسعة المخولة له بإحداث معالجات وحلول وتغيير وخطوات عملية ومنهم مازال يقف حائراً.. أي لم يحرك ساكناً خشية أن يصطدم بمصالح نافذين قدتعيق أية قرارات من هذا القبيل يقدم عليها وبالتالي يفضح فشله مبكراً. إن النجاحات التي أظهرت بعض المحافظين وقفزت بأسمائهم إلى الواجهة وماحققوه من إنجازات في غضون الستة الأشهر من عملهم تعود إلى عوامل عدة أبرزها الثقة بأنفسهم وإخلاصهم لعملهم وقراءتهم الصحيحة لقانون السلطة المحلية ثم خبراتهم وتجاربهم في فنون العمل الإداري والتزامهم ببرامج أيام العمل والدوام والنزول الميداني وقياس نبض الشارع وتحديد طموحاته وبالتالي اتخاذ القرارات المدروسة التي تخدم الناس والمصلحة العامة وهذه العوامل كفيلة بنجاح المحافظ وقبل هذا وذاك فالنية تسبق العمل. وحتى لانغيب الحقائق القائمة ونحمل المحافظين فوق طاقاتهم وإمكانياتهم ونهاجم إخفاقات البعض منهم في لملمة أمور محافظاتهم فإن هناك محافظين وجدوا أنفسهم يديرون أو مسئولين عن محافظات فيها كم هائل من ملفات القضايا المتراكمة وفلتان أمني خطير وزاد نشاط لقوى المناهضة أو المعارضة التي تفتعل المشاكل والأزمات والتوترات هنا وهناك من خلال التحريض والتعبئة ضد الدولة والحكومة وحتى ضد المشاريع والإنجازات، بل وضد نفسها وهي بذلك تشعل الحرائق وتثير الفتن والنعرات المناطقية والعنصرية وهدفها المساس بوحدة الشعب والنسيج الاجتماعي المتلاحم.. ولاشك أنه وفي ظل هذه الظروف وتراجيديا الأحداث يجد المحافظ نفسه أمام تحديات ومصاعب هائلة.. لكن يتطلب منه المرونة والصبر ومواجهة المشاكل بحكمة وإشراك العقلاء والخيرين من المخلصين الشرفاء للعمل معه كمرجعية لوضع المعالجات والحلول السليمة للمشكلات وبما يمليه عليه واجبه وضميره الوطني والإنساني. وقبل الختام فإننا ندعو صادقين المواطنين بالمحافظات وفي مقدمتهم المشائخ والأعيان والوجاهات السياسية والاجتماعية والمثقفون ورجال الدين إلى الاصطفاف حول محافظيهم وأن لايتصيدوا أخطاءهم وإخفاقاتهم وعلى المحافظين أيضاً أن يخرجوا إلى الناس ويفتحوا صدورهم لهموم ومظالم واحتياجات مواطنيهم ويضعوا خطط العمل والاصلاحات والتغيير والأهم متابعة في تعثرات المشاريع وقضايا المواطنين ومدى تنفيذ توجيهاتهم.