هاهي الديمقراطية الأمريكية تبتسم من جديد للحزب الديمقراطي وهاهو المرشح الديمقراطي أوباما صاحب البشرة السوداء يحسم السجال الانتخابي لصالحه على حساب منافسه الجمهوري جون ماكين في انتخابات شهد العالم بنزاهتها وحياديتها والتي قادت أوباما إلى الدخول للبيت الأبيض رئيساً جديداً للولايات المتحدةالأمريكية خلفاً للرئيس الحالي جورج بوش الذي سيغادره مع مطلع العام القادم 2009م.. بعد أن أسهم بفضل سياسته الرعناء والبلهاء في تراجع شعبية الحزب الجمهوري والتي كان أكثرها فداحةً احتلال العراق والخسائر التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي جراء الاستنزاف المهول في الجنود والعتاد والأموال والتي ما تزال مستمرة حتى اليوم لتأتي بعد ذلك الأزمة المالية الخانقة التي تعرض لها الاقتصاد الأمريكي والتي كان لها تأثير بالغ في ميل كفة المرشح الديمقراطي أوباما بعد أن سقط ماكين في عقر ولايات الجمهوريين دافعاً بذلك ثمن أخطاء سياسة بوش والتي ستظل نقطة سوداء في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. على العموم فاز أوباما «الكيني الأصل» وأصبح زعيماً للعالم وهي النتيجة التي سعى لتحقيقها الكثير من أبناء الجاليات العربية والإسلامية ليس حباً في أوباما والحزب الديمقراطي ولكن نكاية بالمستر بوش والحزب الجمهوري وهي مشاعر أعتقد جازماً أن غالبية العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم كانوا يتطلعون نحو تحقيقها لذات السبب ،إلا أن اللافت في هذا الموضوع هو موقف النخب السياسية والمثقفة العربية والتي شاركت في عملية التحليل والقراءة السياسية لمسيرة الانتخابات الأمريكية من خلال القنوات الإخبارية الفضائية والتي قامت بعمل تغطيات متواصلة لها الحدث الديمقراطي الكبير حيث أغرق هؤلاء في مدحهم وتغزلهم في شخصية المرشح الديمقراطي باراك أوباما ووصفوه بأنه المنقذ وصاحب العقل والحكمة والقدرة على السير في عكس التيار والمسار الذي نهجه سلفه الجمهوري بما في ذلك الانتصار للقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس مع ضمان حق عودة اللاجئين وانتهاج سياسة متزنة وعدم الانحياز لطرف على حساب الطرف الآخر حتى غدت شخصية أوباما عند أبناء العروبة والإسلام محاطة بالإعجاب والتقدير والاحترام ضاعف من ذلك الإعلام الأمريكي الذي يتبع المعسكر الديمقراطي والذي سلط الضوء على مسألة اسم والد أوباما حسين والذي ينتمي إلى أصول إسلامية في محاولة لدغدغة عواطف أعداد كبيرة من الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين لحثهم على التصويت لصالح المرشح الديمقراطي والذي مهما كان لون بشرته ومهما كان اسم والده وحزبه فإنه يظل رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ينفذ السياسة العامة الأمريكية والتي لم يأتِ يوم تكون فيها شوكة ميزان في مختلف القضايا وفي طليعتها الصراع العربي الإسرائيلي .. وما ينبغي أن ندركه جميعاً أن أوباما وإن كان أرحم لنا من بوش إلا أنه لن يخالفه في مسألة الانحياز لجانب الاسرائيلي والحرص على أمنها واستقرارها وتقديم كل الضمانات وممارسة كل أشكال وأصناف الضغوطات من أجل توفير ذلك وهاهو يعلنها صراحة وبالفم المليان بأنه ملتزم بتوفير الأمن والاستقرار لإسرائيل وبقاء القدس عاصمة موحدة للإسرائيليين والفلسطينيين، وتأكيداً لتضامنه ووقوفه إلى جانب إسرائيل هاهو ذا يختار نحو 80%من أركان إدارته الجديدة من الموالين بشدة لإسرائيل بمن فيهم كبير موظفي البيت الأبيض اليهودي الأصل والمعروف بمواقفه العدائية للعرب والمسلمين، فعل أوباما هذا وهو لم يدخل البيت الأبيض بعد ولا نعلم ماذا سيصنع بعد استلامه السلطة رسمياً ودخوله البيت الأبيض ،وما نأمله جميعاً أن يكون أوباما صاحب إنجاز تاريخي يُسجل باسمه في ايجاد حلول عادلة ومرضية لكل الأطراف يُغلق ملف الصراع العربي الاسرائىلي ولا نطالبه بأكثر من ذلك لأننا ندرك جيداً تأثير اللوبي اليهودي في البيت الأبيض ونفوذه الواسع في الإدارة الأمريكية والضغوط التي يمارسها لإنفاذ مخططاتهم التآمرية ومشاريعهم الاستيطانية وغض الطرف عن جرائمهم الوحشية وأعمالهم الإجرامية التي يمارسونها في حق أبناء الشعب الفلسطيني العُزل.