اللقاء الاستثنائي للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام الذي انعقد مؤخراً في صنعاء برئاسة فخامة الأخ رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام المشير علي عبدالله صالح «حفظه الله» متزامناً مع المرحلة الانتخابية المتمثلة في تصحيح ومراجعة جداول قيد الناخبين.. يدل دلالة قاطعة على مصداقية التوجهات لدى القيادة العليا للحزب الحاكم نحو الارتقاء بالنهج الديمقراطي والسير به بفاعلية وجاهزية جادة إلى الهدف المنشود بكل رعاية ودعم واهتمام في جو يسوده الوضوح والشفافية والتواصل والاتصال المباشرين بين القيادة والقاعدة للخروج برؤية واحدية الفكر والسلوك في زمن خوض الشعب للاستحقاق الديمقراطي النيابي القادم. وهذا الحراك المؤتمري الشعبي العام إنما هو المؤشر الذي يبعث على الطمأنينة على المستقبل الديمقراطي لليمن.. كما أنه نفسه المؤشر الذي يفضح مدى الوعي الديمقراطي الهزيل لدى أحزاب المعارضة و«المشترك» ففي الوقت الذي يعلو فيه صوت المؤتمر الشعبي العام منادياً جميع أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن إلى ممارسة حقهم الديمقراطي نجد الإصرار مازال قائماً لدى «المشترك» على ممارسة الابتزاز والتلويح بعصا المقاطعة هروباً من التعري أكثر والفضيحة المتوقعة خاصة وأن هذا اللقاء المشترك ككيان سياسي معارض ليس له من برنامج وطني يخوض بموجبه المعترك الانتخابي القادم سوى برنامج التهديد بالمقاطعة والوعيد الدائمين للشعب الذي سحب الثقة منه وللوطن الذي فتح صدره متسعاً للأوفياء.. ومثل هذه الجعجعات أصبحت موضع سخرية وازدراء من الشعب بما فيهم قواعد أحزاب اللقاء أنفسهم الذين وضعتهم قياداتهم في مواقف يندى لها الجبين خجلاً من الحال الذي صارت تعيشه بكل مرارة والسبب الذي أوصلها إلى هذا المنعطف الخطير هو قياداتهم التي ما راعت قواعدها ولا احترمت ثوابت أحزابها الوطنية وذهبت لوحدها على الدرب المغاير على حساب سمعة ورصيد تلك الأحزاب في النضال الوطني والمعارضة الشريفة وهذه الحالة من الوعي المتخبط لدى قادة المعارضة المشتركة هو مايجعلنا لا نستغرب من الكوادر القاعدية لتلك الأحزاب وهي تغادر أحزابها فرادى وجماعات حفاظاً على ما تبقى من ماء الوجه في المجتمع وانضماماً إلى الصفوف الوطنية التي ازدادت تلاحماً وإصراراً على مواصلة المسيرة الديمقراطية وتنميتها والحفاظ على هذا المنجز الوحدوي الكبير الذي نالت بلادنا بسببه احترام الكثير من شعوب العالم وتقديرها ودعمها المنقطع النظير.. وليس أدل على ذلك من سير مرحلة القيد والتسجيل وتصحيح جداول الناخبين بصورة منظمة وقانونية ومتفاعلة مع الشعب الذي أثبت حرصه على ممارسة استحقاقه الديمقراطي الانتخابي القادم غير آبه بتلك الأصوات النشاز التي استكملت كل ما في جعبتها من ألاعيب وحجج واهية لاتمت إلى الديمقراطية بشيء ولا تضع أي اعتبار لمصلحة الوطن العامة. وبالمقابل ما أجمل حكمة وبصيرة قائدنا الرمز المشيرعلي عبدالله صالح «حفظه الله» وهو يكرر النداء تلو الآخر ويمنح الفرصة تلو الأخرى لأحزاب وقادة اللقاء المشترك ويحثهم على عدم التفريط في المشاركة الانتخابية والعودة إلى وعيهم الديمقراطي الصحيح والتنكر للمصالح الذاتية الخاصة، فالقافلة تسير على دربها القويم نحو الهدف المرتجى ومن الغباء أن يستمر البكاء لدى الواقفين على أطلال أفكارهم التي عفا عليها الزمن ولم تعد قادرة على مواكبة وعي الشعب بما حوله وقدرته على فتح ثقته لمن يراه معه في معمعان التحدي ومعركة البناء والنهضة بالوطن لا لمن يسمعه جعجعة بلا طحين إلا طحين اللف والدوران حول أنفسهم في دائرة مغلقة وليس من بصيص أمل لهم في أن ينالوا شيئاً وإن أجادوا في التذلل والاستجداء إلا أن طريقهم الوحيد هو ثقة الشعب والصندوق الديمقراطي، فالمحاصصة والتقاسم والكرم الذي كان يجود به المؤتمر لم يعد إليه من سبيل وعلى اللقاء المشترك الاعتراف بحجمه في المجتمع وعلى قادته الفرقاء الوقوف قليلاً مع أنفسهم ومراجعة مايجب مراجعته قبل فوات الأوان.. ولا داعي لإعلان المقاطعة من الآن لأن الذي يرفض ممارسة حقه الدستوري والديمقراطي في هذه المرحلة «على الأقل بتسجيل اسمه في جداول الناخبين» كيف يقاطع أو يعلن مقاطعته للانتخابات في الترشيح والاقتراع وهو أصلاً قد حرم نفسه مسبقاً من تسجيل اسمه «على الأقل ليكون من حقه المقاطعة» وعلى كل حال يخيل إلي أحزاب المعارضة هذه في وضعها الراهن ب «الابن المدلل لدى أبيه.. لايبذل جهداً في سبيل الحصول على متطلباته فكلها متوافرة لديه من أبيه الذي أعطاه كل الرعاية والحب والعطاء في كل مراحل عمره حتى صار رجلاً بل ورب أسرة لكن كل هذا أصبح كأن شيئاً لم يكن بسبب خيانة الابن لأبيه وعصيانه وتمرده وغروره وجهله الذي تملكه ظناً منه أن حب أبيه له سوف يشفع له، لكن ما إن تمادى الابن في هواه حتى سحب الأب منه كل شيء بعد أن بلغ السيل الزبى فوجد الابن نفسه في العراء.. ليس يقدر على شيء فماذا يصنع وهو الذي عاش عمره عالة على أبيه وماذا يفيده الانفعال أو الصراخ وهو الذي لم يحترم نعمة العطاء.. ومهما فعل من أعمال رذيلة في حق أبيه أو هدد أو توعد.. أو.. أو.. فهو فاشل «في عيون المجتمع كله وليس له من احترام أو تقدير إلا إذا تاب توبة نصوحا ورجع إلى الطريق المستقيم وتعلم درساً مفيداً في الحياة».. والمعارضة اليوم نراها وقد تعودت على المحاصصة والتقاسم وعلى الوصول السهل إلى السلطة دون بذل أي عناء نراها اليوم تردد نفس الاسطوانة وكأنها لم تفعل أي شيء يسيء إلى من يقف معها بكل محبة وتقدير، وكأنها أيضاً لم تفعل شيئاً ضد مصلحة الوطن وشعبه وقيادته ووحدته ومنجزاته.. تفعل كل تلك الافاعيل وتأتي اليوم يشبه انفعالها جعجعة الابن السالف الذكر.. فهل يحق لها أن تحلم مجرد الحلم بالعودة إلى ما كانت عليه وهل تنتظر فعلاً أن الشعب وقيادته سوف يخافان من جعجعة الخواء..؟ وكيف وهي تقف على الخط المغاير للوطن أرضاً وإنساناً كيف تنتظر أو تسمح لنفسها أن تنتظر صدقة من الحزب الحاكم تحت أي بند يحفظ ما تبقى ماء الوجه..؟ هذا هو المستحيل نفسه والصندوق هو الحكم وثقة الشعب وحدها الطريق إلى السلطة.