مازلنا ندين..ونشجب..ونستنكر..ولا بأس في أن تتكرر مشاهد الموت في اليوم الواحد مرات عديدة في أرضنا المحتلةفلسطين..وفي غزة بالتحديد التي أغلقت معابرها ومنافذها بصلف صهيوني وجبروت يهودي ..وأحكم الحصار على أهلها وسكانها وكبارها وصغارها ورجالها ونسائها . حتى الآن مر ما يزيد عن الشهرين .. وضحايا الحصار التجويعي القاتل يصل إلى (300) شهيد وشهيدة الغالب فيهم من الأطفال الذين لا يجدون الدواء ولا الغذاء ولا أدنى درجات العناية الطبية والإنسانية..ومازال العدد قابلاً للزيادة بأرقام مذهلة وليس هناك من يحدد موقفاً صريحاً أو يتخذ إجراء صريحاً ..أو حتى يتدخل لوقف معاناة إخواننا وآبائنا وأمهاتنا في غزة. الأمر أصبح عادياً .. وربما أن أي خبر لا يثير انتباهاً، ولا يحرك شيئاً من إحساس.. وتابعوا النشرات الإخبارية اليومية ولاحظوا أن الأغلب إن لم يكن الجميع.. تمر عليه أخبار فلسطين مرور الكرام .. قتلى..جرحى.. خراب.. دمار.. هتك أعراض.. جوع..بطش.. تنكيل.. ومع كل ذلك.. لا إحساس.. ولا شعرة تحاول أن تهتز في رأس كثير من «الطحاطيح».. ومن يعتبرون أنفسهم أنهم أصحاب قوة.. ومواجهة..وشموخ وكبرياء!! ليس عيباً فقط..إنها جريمة نرتكبها في حق إخواننا المحاصرين والمعزولين عن الحياة الطبيعية والمحرومين عن أبسط الحقوق الإنسانية..لا ماء..ولا كهرباء..ولا غذاء..ولا دواء..ولا حتى رحمة أو شفقة..أو ذرة من خجل! قد تكون النهاية.. قريبة أو بعيدة لهذا الحصار..لكن ماذا سيقول العرب للعالم بعد أن يكون الكثير قد غادر الحياة بسبب الجوع ..وعربنا يغطون في نوم عميق..ويتفرجون..لا ضمير حي ..ولا مشاعر تتحرك..ولا حس ولا خبر ؟! لا أشك أن إخواننا في غزة قادرون على أن يكونوا أكثر صلابة وصبراً وقوة في مواجهة الحصار الظالم مهما كانت التضحيات والخسائر كما فعلوا في الحصار الأول الذي تبع قيام الانتفاضة الفلسطينية قبل ما يصل من عشرين عاماً..حين صمدوا ..وواجهوا..وانتصروا في الأخير. ثم أين (راعية الإرهاب)أو ما تحب أن تصف به نفسها(راعية السلام)..الدولة التي تنهار تدريجياً(أمريكا)..أين هي مما يحدث في غزة..وهل تلك الجرائم التي تنتهك كل حقوق البشر وتنسف كل معاني الإنسانية وتصيب السلام الذي يدّعونه في مقتل..لا تستوجب حتى لفتة أو تأنيب أو استنكار..وما علاقة الذين يسهلون ويتفرجون من داخل فلسطين..وهل صحيح أن تصفية الحسابات تقتضي تصفية الأرواح بحصار مدعوم ؟! مغرمون نحن العرب بالإدانة والاستنكار ..وهم مغرمون وعاشقون للدم ..وأمريكا تسهل..تدعم..توفر كل أنواع الرعاية..والصهاينة اليهود ينفذون مخططاتهم..وحكايتنا طويييييييييييييلة..وحالنا صعب..واليوم يموت جوعاً ومرضاً مئات الفلسطينيين..وغداً ياعالم من سيموت..وعلى من سيمر الدور؟! .