أذكرُ أن الأخ العميد عبدالله شبيل - مدير عام المرور في الجمهورية - حين تم نقله من إدارة تعز، لأنه عُيِّنَ مديراً عاماً للمرور... نعم أذكرُ أنه هاتفني بخلق ونبل كريم، مسلِّماً وسائلاً عن الأحوال... وبعد تبادل التحية والسلام، قال لي: لقد أهديتكم مديراً لمرور تعز سوف ينفذ ما عجزتُ أنا عن تنفيذه... قلتُ له: ومن هو؟ قال: «الأخ يحيى زاهر»... وفعلاً استلم الأخ يحيى زاهر العمل، وبدأ بأهم مشكلة، وهي توزيع فرزات وسير الحافلات «الدبابات» على جميع خطوط المدينة.. بدلاً من انحصارها في خط واحد يمتد من فرزة صنعاء في الشرق إلى بير باشا في الغرب... وكان اختياره للرمز على الحافلات موفَّقاً «مأذنتان وبينهما القباب»، أهم رمز لتعز «جامع الأشرفية»، وميّز بين الخطوط باللون للرمز «أخضر، أحمر، أزرق، أصفر»، وفي قاعدة الرمز أهم المعالم المميزة والمشهورة التي تقع على خط «الباص»، وأعطى لكل خط رمزاً، إضافة إلى ذلك أنه وجه إلى العناية والاهتمام بتوفير اللوحات المرورية الإرشادية على جانبَي الشوارع كي يعرف الراكب، وكذا السائق، إلى أين هو متجه؟ وقد كان بالفعل عملاً جباراً، وفعلاً يعد تنفيذ خطة توزيع الحافلات على كل خطوط المدينة إنجازاً ل«يحيى زاهر» لم يستطع «العميد عبدالله شبيل» عندما كان في تعز تنفيذه، مع أنه كان قد أنجز خطة توزيع خطوط الحافلات... فانظروا كيف كان الأخ العميد عبدالله شبيل، وهو مدير عام المرور «حينها» صادقاً ومتواضعاً حين هاتفني، كما سبق وذكرت، وقال: لقد أرسلتُ لكم مديراً لمرور تعز سينفِّذ مالم أستطع أنا تنفيذه... وكان صادقاً، متواضعاً بذلك، لأنه ليس هناك مدير عام يقول: إنه عين مديراً أكفأ وأقدر منه على تنفيذ خطته، وقراره. الآن جاء الأخ قيس الإرياني - مديراً لمرور تعز - بدلاً عن زاهر، الذي أصبح مديراً عاماً للمرور في الجمهورية... وللحقيقة، ومن خلال «السماءع والالتقاء» ب«الأخ قيس» وجدناه تفاجأ بالوضع المروري في تعز، وهو يعلم عن هذه المدينة أن أبناءها وسكانها هم الأفضل وعياً وثقافة، وأهم ما لفت انتباهه غياب البنية التحتية «الأساسية» للحركة المرورية في مدينة تعز، وعدم الاهتمام بالمواقف.. ومن رأيه أن غياب البنية الأساسية للمرور تعد من أهم الأسباب وراء العشوائية والمزاجية في الحركة المرورية وخلق الاكتظاظ والاختناق المروري. الآن، نلاحظ أن أفكار الأخ «قيس» مدير مرور تعز بدأت تتحول إلى واقع... ومن خلال الخطوات الأولية التي شاهدناها مثل الخطوط المتصلة والمتقطعة، وإزالة بعض الجولات، وإزالة وتحجيم بعض الأرصفة لحساب توسيع الشوارع... وجدنا أن العمل على الأرض بدأ بعد دراسة ميدانية دقيقة للشوارع، وهو ما يؤكد أن الأخ مدير عام المرور سابقاً عبدالله شبيل، قد أبدل مرور تعز بخير خلف لخير سلف.