يروّج في الإعلام المحلي لبلادنا – اليوم - لزيارة السيد مهاتير محمد (محاضير) عبقرية الإدارة ورئيس وزراء دولة ماليزيا الشقيقة السابق ، الذي وجهت له دعوة لحضور المؤتمر الدولي (الصناعة مستقبل اليمن) الذي ستحتضنه حاضرة حضرموتالمكلا في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الجاري ، ضمن وفد حكومي ماليزي رفيع المستوى – اقتصاديا وإدارياً – بالإضافة إلى شخصيات إقليمية ودولية أخرى ستأتي لنفس الغاية والغرض . ولكن دولة رئيس الوزراء السابق مهاتير هو الرجل الذي تجاوز تأثيره وحضوره دولته الصغيرة في شرق آسيا ، بعد أن عبر بها البحار والمحيطات وصانها من تقلبات وأخطار التداعيات الاقتصادية والمالية وشروط البنك الدولي وصندوقه النقدي ، هذه الشخصية التي رفعت سقف الاقتصاد المالي إلى ربا خفّاقة في محيطها الإقليمي والدولي ، لذا فحضوره مؤتمراً يهدف إلى تقويم فلسفة الاتجاه التنموي القادم لبلادنا وفق قاعدة اقتصادية صناعية محلية تتفيأ الأسواق الإقليمية والعالمية أمر فيه كثير من الفائدة المرجوة إن صدق المنظمون وجاء مهاتير ، ولكن هناك أمور أكثر أهمية قبل الدخول في الغرف المكيفة في فندق (هوليدي إن) خمسة نجوم ، تتطلب النظر إليها لكي يكون لهذا المؤتمر مصداقية لدى الرأي العام المحلي المحيط بيومياته التي ستستضيفها مدينة المكلا ، ومنها ، كيف تبدو المدينة الحاضنة لضيوف المؤتمر وكيف يتم التعامل مع بقايا الصورة المكملة لهذا الحدث الدولي الكبير ، للأسف ، الصورة تبدو بائسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، إذ أن الطرقات والشوارع الرئيسية للمدينة تعطي مؤشرات ليست حميدة عن واقع الحال وترسانة البنية التحتية التي منها ينطلق المارد الصناعي إلى آفاقه الإقليمية والعالمية الرحبة ، ويعطي انطباعاً سلبياً لضيوف المؤتمر إن امتد بصرهم إلى خارج الإطار الفندقي الذي سيقبعون فيه ، فالعشوائية في الأسواق وتغييب المشاهد الجمالية لمدينة ساحلية نذر سيئ عن واقع حال المدن الكبرى والحواضر المتعددة في بلادنا ، فلم يعد في الزمن بقية لإضافة رتوش تجميلية لملامح الصورة المكلاوية ، والغريب أن الجميع في السلطة المحلية والغرفة التجارية بالمحافظة غير عابئ بهذه المظاهر المخلة بالذوق العام ، وليس هناك من بوادر تحرك عملي لتحسين شوارع المدينة وسفلتة ما تبعثر بفعل الأمطار والسيول حتى في الشوارع العامة التي سيمر بها موكب الضيوف من مطار الريان (الدولي) إلى فندق الإقامة ، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام ، عن مدى أهمية الترويج للصناعة المحلية في ظل اخفاقات الأطر الرسمية بالمحافظة عن تفعيل العمل باتجاه تحسين المشهد العام وتأهيله لتبدو الصورة في عيون العبقري مهاتير وزملائه الآخرين من المكلا أجمل لبلادنا في ختام العام 2008م؟ وكفى!