اليمن كانت من أولى الدول العربية والإسلامية بإقامة علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي.. حيث قامت هذه العلاقات تقريباً في الثلاثينيات، وكانت علاقات تجارية قوية، حسب ذكر آبائنا، بأن اليمن كانت تستورد من الاتحاد السوفيتي الكيروسين والكبريت، والصابون... العلاقات كانت على مستوى السفارة، ولكل بلدٍ سفارته في البلد الآخر. هذه العلاقات تعتبر علاقات تاريخية متميزة، وقد استمرت هذه العلاقات بعد الثورة اليمنية الخالدة، بل تطورت أكثر، وصارت علاقات سياسية، تعاونية، ثقافية، تجارية وعسكرية.. وقد وقف الاتحاد السوفيتي آنذاك موقف الداعم والمناصر والمساند للثورة اليمنية حتى انتصرت، ولم يبخل السوفيات على اليمن بالمنح الدراسية في مختلف التخصصات، جنباً إلى جنب مع المنح والدورات العسكرية إلى كلياتهم وأكاديمياتهم العسكرية المختلفة، برية وجوية وبحرية، إلى جانب تزويد الكليات والمعاهد اليمنية العسكرية في اليمن بالخبراء والمعلمين الروس.. إنها علاقات غير عادية، وعلى مدى عقود عديدة. هذه العلاقة تطورت إلى التوقيع على معاهدة صداقة بين اليمن والسوفيات، وقد تجددت هذه المعاهدة بين السوفيات واليمن في عهد الرئيس (صالح)، وذلك عقب انتهاء فترة المعاهدة الأولى «20» سنة، حيث وقَّع الرئيس على معاهدة صداقة لمدة عشرين سنة مع الدولة السوفياتية، لتظل العلاقات اليمنية - السوفياتية قوية في مختلف المجالات المدنية والعسكرية والتجارية والاقتصادية حتى انهيار الاتحاد السوفيتي. وكانت اليمن حريصة على هذه العلاقات المتطورة، بل وتطويرها، ليس انحيازاً، ولكن لعقيدة اليمن الراسخة بأن التوازن الدولي والأمن والسلام الدوليين يقتضيان ذلك.. وعليه فإن هذه العلاقات القوية التي كان يدركها «الغرب»، إلا أن اليمن لم تترك أية ثغرة في هذه العلاقات لتؤثر على العلاقات اليمنية مع الأصدقاء في الغرب سلباً.. بل في نفس الوقت كانت اليمن تحتفظ بعلاقات متميزة مع الدول الأوروبية، وبالذات ألمانيا وفرنسا ومع إيطاليا والولايات المتحدة. انهيار الاتحاد السوفيتي أزعج اليمن كثيراً، لإدراكه أن ذلك يعني سقوط التوازن الدولي وتهديد الأمن والسلام الدوليين، وقد تأكدت رؤية اليمن تلك خلال الفترة الماضية.. وهي سعيدة الآن أن تستعيد روسيا «عافيتها» بقيادة «بوتن» والآن «ميدفيديف»، وبدأت تستعيد دورها الدولي، وهو أمرٌ مرحَّبٌ به لإعادة الاستقرار للعالم، ولضمان السلام والأمن الدوليين.. وعلى نفس النهج ستتواصل سياسة اليمن وعلاقاتها مع «جمهورية روسيا الاتحادية»، حيث سيتم التوقيع على معاهدة الصداقة والدفاع مع «روسيا» خلال زيارة الرئيس (صالح) لها في الأيام المقبلة، وذلك خدمة لإعادة التوازن والاستقرار الدولي.