لاحظوا أني لم أضع بعد العنوان علامات تعجب، لأن عودة «بوتن» إلى «الكرملين» ليست مستغربة أو غير متوقعة.. الرجل تاريخه في روسيا نظيف، وهو رجل روسيا الأول والقوي والوطني في نظر الشعب الروسي «أغلبية الشعب الروسي»، الذي شهد انهيار الاتحاد السوفيتي، وشهد هذا الانهيار يتحول إلى عودة الوقوف على القدمين والنهوض حين جاء بوتن إلى الحكم.. لقد حوّل «بوتن» الانهيار الروسي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً إلى نهوض وتطور وتقدم خلال سنوات معدودة.. وهي سنوات رئاسته التي سبقت الرئيس المنتهية ولايته اليوم «مدفيدف» والذي كان امتداداً للرئيس «بوتن» خلال السنوات الماضية من رئاسته وأثناء غياب بوتن من الرئاسة وتوليه منصب رئيس الوزراء في ظل حكم «مدفيدف» لم ينسَ الشعب الروسي «بوتن» رجل روسيا الحديثة والمعاصرة. لهذا فلا غرابة ولا دهشة في أن يفوز «بوتن» في الانتخابات الرئاسية وبالنسبة المطلوبة من أول جولة.. فقد حصل على أكثر من 60 % من أصوات الناخبين، وذلك في انتخابات يوم الأحد الماضي، وهذا يعني أن بوتن مازال رجل روسيا القوي، وأن الشعب الروسي مازال يتمسك به، ولو كان الدستور الروسي يسمح بالترشح لفترة ثالثة لكان انتخب الروس قبل أربع سنوات رئيساً لروسيا للمرة الثالثة.. لكن الدستور الروسي يحرّم ذلك.. فقبل الروس بمرشح «بوتن» وانتخبوا «مدفيدف» رئيساً للأربع السنوات الماضية.. ويعود «بوتن» اليوم ليترشح للرئاسة فأعطاه الروس أصواتهم بالأغلبية المطلوبة ومن أول جولة ويسلمونه قيادة روسيا، لأنه مازال يمثل ويحمل طموحاتهم. عودة «بوتن» إلى «الكرملين» لا يهم الروس فقط، لكنه يهم كل الشعوب المستضعفة والمقهورة والمظلومة من قبل القطبية الإمبريالية الأحادية في العالم، وعليه فهم يرون في «بوتن» كرئيس لروسيا كقوة عالمية وسياساته الدولية الأمل في تحرير العالم من ظلم الإمبريالية الغربية، وإعادة التوازن الدولي في العلاقات الدولية وإعادة العدالة الدولية للمجتمع الدولي.. وقد تضاعفت الآمال لدى شعوب العالم المظلومة بعد فوز «بوتن» بالرئاسة الروسية.