عندما جاء «بوتن» إلى الرئاسة الروسية.. جاء به «يلتسن» الذي «ضرب بيت» روسيا.. وحين جاء به إنما جاء به ليضمن أمرين هما: 1 أن ينجو من الملاحقة. 2 أن يكفر بوتن عن سيئاته في حق روسيا. «يلتسن» تميزت رئاسته بالفوضى، والفساد الإداري والمالي ونهب المال العام وظهور رأسماليين فجأة دون أية مقدمات على حساب وضع روسيا الاقتصادي والاجتماعي.. وعجز «يلتسن» أن يلم الأمور.. ولو أنه أوقف استمرار تدهورها.. لكنه لم يستطع أن يصلح ما أفسده الفاسدون أو أن يعيد لروسيا اعتبارها السياسي دولياً، ولايصلح اقتصادياتها، أو يحقق الأمن والأمان الاجتماعي للشعب الروسي.. وعجزه كان نتيجة لتورطه بطريقة أو أخرى في ظهور الفساد، وظهور رأسماليين من العدم، وفجأة على حساب الشعب الروسي ودون أية مقدمات. «بوتن» رجل المخابرات السوفيتية ال «كي، جي، بي» جاء إلى الحكم ديمقراطياً بدعم «يلتسن» وبقدرته على مخاطبة الشعب الروسي وتلمس معاناته وهمومه ووعد ولم يخلف.. فخلال دورتين رئاسيتين حقق الكثير حاكم الفساد والمفسدين وزج بهم في السجون واستعاد ممتلكات الشعب الروسي منهم من أموال ومؤسسات انتاجية واقتصادية، وأوقف الخصخصة وبدأ بالإصلاحات الاقتصادية «بقوة وحنكة» وأعاد هيبة روسيا الدولية، ووجه اهتماماً كبيراً للمجتمع واحتياجاته، وأعاد المكانة العسكرية المهيبة لروسيا.. فاستحوذ على إعجاب واحترام الشعب الروسي، ولولا أن الرئاسة لاتجوز لأكثر من فترتين.. لنجح «بوتن» لفترة رئاسة ثالثة. «بوتن» ذكي جداً.. قبل أشهر أتى برئيس وزراء جديد هو «ميد فيديف» يثق فيه، ولن يخرج عن طوعه إما ضعفاً، أو لأنه يؤمن بفلسفة بوتن وسياساته.. وأنزله مرشحاً للرئاسة ليفوز بنسبة أكثر من 70 % ومن أول جولة.. فاز لأنه مرشح «بوتن» فالشعب الروسي صب أصواته ل «ميد فيديف» وكأنه يصوت للرئيس «بوتن» لفترة ثالثة.. «بوتن» لاشك، وأجزم أنه يخطط أن يعود إلى الحكم من بوابة رئاسة الحكومة.. فحزبه سيحظى بالأغلبية الغيابية وسيكلف بتشكيل الحكومة، وسوف يوكل تشكيل الحكومة ل «فلادميربوتن»، وبما أنه الرجل القوي وسيكون رئيساً تنفيذياً ل «روسيا».. فهو بذلك يكون قد عاد إلى حكم روسيا من باب الحكومة «بوتن» أبعد نظراً.. وفي فترة رئاسة الحكومة سوف يتهيأ من جديد للعودة إلى رئاسة روسيا.. لأن فترة الحكومة ستكون فاصلاً بين دورتي رئاسته، والدورة القادمة التي سيحق له من جديد أن يترشح للرئاسة الروسية من جديد.. وهو يعمل لذلك.. يعمل وهو على ثقة؛ لأنه يعلم ماذا يريد وماذا يريد الشعب الروسي.. وسوف يعود إلى رئاسة روسيا وبقوة بعد هذه الدورة التي سيعطيها الرئيس الحالي «ميد فيديف».