لم يكن مفاجئاً نجاح ”فلادمير بوتن” في الانتخابات الروسية الرئاسية.. فالرجل شخصية ”كارزمية” جذابة للشعب الروسي إلى حد أن الروس يرون فيه ”شخصية زعامية” قوية ومتمكنة وكفاءة مؤهلة لقيادة روسيا على المستوى الوطني والخارجي وفقاً لما تتطلبه مصالح الشعب الروسي. أثناء فترة الانتخابات الرئاسية الروسية كانت كل المؤشرات تقول إن النجاح حليف ”فلادمير بوتن” للرئاسة الروسية لمدة ست سنوات.. وضعوا خطاً أحمر تحت ست سنوات.. هذه الفترة الرئاسية ست سنوات جاءت وفقاً للتعديل الدستوري قبل الانتخابات بفترة قصيرة, وذلك بدلاً من أربع سنوات حسب المادة السابقة في الدستور.. وتمديد الفترة إلى ست سنوات لكل فترة رئاسية إنما جاء قبل الانتخابات الروسية حتى تكون الفترة الرئاسية أو الفترتان الجديدتان كافية لإحداث تحولات بارزة على مستوى السياسة الروسية داخلياً وعلى المستوى الدولي. لقد كان توقعنا لفوز بوتن لأسباب عديدة أهمها أن: 1 بوتن رجل دولة قوي. 2 بوتن أعاد بناء الدولة الروسية رغم أنها كانت على حافة الانهيار اقتصادياً واجتماعياً. 3 أعاد لروسيا هيبتها الدولية, واستعاد كل مؤسسات الدولة الإنتاجية وبالذات الثروات الطبيعية التي كانت قد خصخصت. وحين توقعنا نجاح بوتن توقعنا أن يحل محله في رئاسة الوزراء ”ميدفيدف” وفعلاً هاهو ”ميدفيدف” سيتولى رئاسة الوزراء بمباركة من حزب روسيا الاتحادية. وهذا يعني استمرار سياسة روسيا الوطنية القومية, وكذا سياسة روسيا الخارجية التي ترى ضرورة عودة التوازن الدولي متعدد القوى وإعادة الاعتبار للهيئة الدولية وتحرير قرارها من الابتزاز الدولي.. وقد وجه وزارة الخارجية العمل على ذلك بحيث تحل مشاكل العالم بالطرق السياسية دون أي تدخل خارجي أو المساس بسيادة الدول.. وهو ما يطمئن العديد من الشعوب المقهورة في العالم.