قد يقول قائل، بل لقد قال كثيرون: لماذا يحشرنا “عمود اليوم” وكاتبه في روسيا، وصعود بوتن إلى الرئاسة، ونزول مدفيدف من الرئاسة ويحشرنا في سوريا وفي إيران وفي السودان وفي الصومال وفي كوريا الشمالية وفينزويلا، ويهرب بعموده في كثير من الأحيان إلى الخارج ومشاكل الخارج؟! اعذروني واتركوني أجيب على التساؤل، وأوضح بسرعة واختصار وهو أن العالم اليوم مجتمع إنساني واحد ولا يمكن لأي بلد أن يعيش لوحده في هذا العالم، لأنه لا يستطيع أن يكتفي بنفسه فحين أتحدث عن قلة الأمطار على سبيل المثال في أمريكا وكندا وروسيا معنى هذا أن زراعة القمح سوف تتأثر بالنقص، ولن تغطي حاجة السوق العالمية، وسوف يؤدي هذا النقص في حبوب القمح إلى ارتفاع الأسعار، وبالتالي التأثير على حياة كل سكان العالم المعيشية، وسوف تسرق مادة القمح معظم دخل الفرد الشهري وعلى حساب المواد الغذائية الأخرى، وبالتالي صحته، وبالتالي تطبيبه ومعالجته.. وهكذا. وهكذا في عالم السياسة.. فحين أهتم بنجاح “فلادمير بوتن” في الانتخابات الرئاسية لروسيا الاتحادية فذلك لأني أعلم ويعلم كل العالم أن “بوتن” هو “رجل روسيا القوي” وهو الذي أعاد بناء روسيا كقوة دولية وهو الذي ينهج سياسة.. أو لأن حزبه “الاتحاد الروسي” ينهج سياسة مناهضة لسياسة الهيمنة الإمبريالية الغربية، ويعارض سياسة البلطجة والعدوان الامبريالي الرأسمالي ضد شعوب العالم المستضعفة.. ولأن سياسة “روسيا” بقيادة “بوتن” ستوقف انفراد الغرب الأوروبي والأمريكي “حلف الأطلسي” وتهديده لأمن وسلام واستقرار، واستقلال، وسيادة شعوب العالم. هذه السياسة الغربية التي تعاني من جرائها كثير من شعوب العالم الأمرين والويلات ومنها وطننا العربي وبلاد المسلمين عامة، وبلادنا “اليمن” بصفة خاصة.. وهذا ما يجب أن يستوعبه الناس، وتستوعبه الشعوب، وتعرف أن فوز حزب “الاتحاد الروسي” بسياساته الوطنية الراديكالية، بمجلس “الدوما” وكذا بالرئاسة الروسية “بوتن” يعني قرب الانفراج، وانتهاء العبودية، والاستبداد السيد الأمريكي وحلفه الأطلسي، وعودة التوازن الدولي، وعودة الحرية والديمقراطية الحقيقية لشعوب العالم، وانتصاراً للعدالة الدولية، ورجوع الأمان والطمأنينة إلى شعوب العالم المستضعفة على عدم التدخل في شؤونها، وضمان استقلالها وسيادتها وعدم نهب ثرواتها في ظل عالم جديد متعدد القوى متوازن.. فمرحباً بوتن رئيساً لروسيا.