هاهي المواجهة بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب سياسات الثانية دولياً، واستمرارها في التسلح، والانتشار العسكري غير المبرر، خاصة وأن الحرب الباردة وسياسة الأحلاف يُفترض أن تنتهي بعد انتهاء حلف وارسو، وانهيار الاتحاد السوفيتي. القيادة الروسية «بوتن» يرفض السياسة الأمريكية، ويعتبرها تهديداً للأمن الروسي، بالذات وأن واشنطن تضم دولاً من أوروبا الشرقية التي كانت ضمن حلف «وارسو» إلى حلف الأطلسي، وتسعى إلى نشر شبكة صاروخية ورادارية دفاعية في بلدان أوروبا الشرقية، على مقربة من الحدود الروسية، وهو ما تعارضه روسيا بشدة جنباً إلى جنب مع تمدد الحلف الأطلسي نحو الشرق تمدد الحلف الأطلسي، وإقامة شبكة دفاعية صاروخية في أوروبا الشرقية، وكلاهما رغبة أمريكية، أكثر مما هي رغبة أو هدف لحلف الأطلسي الذي يضم أيضاً أوروبا الغربية، التي تجد نفسها ضعيفة أمام الرغبة الأمريكية. روسيا ترى أن حلف الأطلسي لم يعد لوجوده مبرر، والولاياتالمتحدة أبعد ما تكون عن أي تهديد عسكري من جهة الشرق.. فالشرق أضعف من أن يهدد أوروبا، أو الولاياتالمتحدة، فالغرب الأوروبي والأمريكي أقوى بكثير، بل لا تقارن قوته العملاقة مع الإمكانات العسكرية البسيطة التي يدعون أنها تهددهم.. وتؤكد موسكو أن السياسة الأمريكية تؤدي إلى فقدان الثقة بين روسياوأمريكا. وتمتلك روسيا الحق، حين تعارض وتقف في وجه إقامة الدرع الصاروخية وضد تمدد «النيتو» نحو الشرق.. لأن تمدد الأطلسي نحو الشرق، أوروبا الشرقية وأوكرانيا وجورجيا لا يفيد هذه الدول، لكنه سيفيد الأهداف العسكرية الأمريكية وليس حلف الأطلسي.. لأن أمريكا باسم حلف الأطلسي ستجد موطئ قدم لإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان تخدم وتحقق أطماعها في منطقة الشرق البترولية حول بحر قزوين والخليج العربي، وتساعدها على التنصت على روسياوالصين.. وهو فعلاً ما يهدد أمنهما، ويحاصرهما، ويسهّل مواجهتهما عسكرياً بعيداً عن الوطن الأمريكي دونما يهدد أمنه.. هذه السياسة ليس لها علاقة بأمن أمريكا ولا أوروبا بقدر ما تحقق أطماع شركات النفط الأمريكية ومنتجي الأسلحة، لأن ما يحقق لشركات النفط الأمريكية الهيمنة والسيطرة على نفط العالم هو القوة.. والقوة يقدمها منتجو الأسلحة الأمريكان، فأطماعهما متكاملة.. وهذا ما تدركه روسيا التي بدأت في مواجهة مع واشنطن لإيقاف امتداد حلف الأطلسي، ونشر الدرع الصاروخية.. ويتوقع أن تقدم على تحالف جديد مع الصين وكوريا وإيران، وتعود إلى إنتاج أسلحة استراتيجية، إن لم تكن قد عادت.