حظي الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة للعراق قبيل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير من العام القادم بوداعية هي الأروع جاءت عفوية ودونما استعدادات مسبقة وتكاليف باهظة وداعية سيخلدها التاريخ، كونها جاءت فردية مشبعة بتوافق جماهيري منقطع النظير لأبناء الرافدين الذين يرزحون تحت وطأة الاحتلال الأمريكي والصراعات الطائفية والمذهبية منذ مايقارب الخمس السنوات عقب سقوط عاصمة الرشيد تحت سيطرة قوات الاحتلال الأمريكية. وداعية سطرتها أنامل صحفي عربي ساءتة غطرسة الأبله «بوش» واستخفافه بشعب ودولة العراق وممارسته لسياسته الرعناء التي عملت على تدمير العراق وإذلال أبناء شعبه وارتكاب أبشع صنوف التعذيب والتنكيل في حقهم وممارسة ذلك بدم بارد وهو مالم يستطع الصحفي منتظر الزيدي - مراسل قناة البغدادية العراقية - ابن ال 28 من العمر أن يهضمه بسهولة في أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمع بوش والمالكي في ختام زيارة الأول المفاجئة للعراق قبل تركه للسلطة لخلفه الديمقراطي باراك أوباما حيث قام بقذف بوش على الهواء مباشرة بزوج حذائه على دفعتين قبل أن يسيطر عليه أفراد حماية المالكي الذين انهالوا عليه بالضرب أمام عدسات الكاميرا عقاباً على قيامه بالاعتداء على «بوش » الذي وجد نفسه في موقف محرج جداً تلقى خلاله درساً قاسياً ختم به فترته الرئاسية المثيرة للجدل، وقد استطاع الزيدي أن يشفي غليل كافة أحرار عراق الصمود والمقاومة من عبثية وجرائم العدو الغاصب التي بلغت حدوداً لاتطاق وتمكن بتصرفه الخالد في ذاكرة التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من تجاوز هذه الحقبة الزمنية للاحتلال الأمريكي للعراق بمآسيها المؤلمة وخرج العراقيون يهتفون باسم منتظر ويرفعون أحذيتهم كشعار لحريتهم المرتقبة معلنين تضامنهم معه ووقوفهم إلى جانبه ودعوتهم إلى سرعة الإفراج عنه ومحاسبة كل يد عميلة امتدت نحوه بأذى وليس بغريب أن يكون الصحفي منتظر الزيدي هو الذي استحوذ على اهتمامات وسائل الإعلام العالمية المختلفة وحظي بتأييد وتضامن عربي وعالمي واسع فهو الذي انتصر للكرامة العربية التي دنسها بوش وجنوده المحتلون في العراق على مرأى ومسمع العالم بهيئاته ومنظماته وتكويناته المختلفة، وليس بغريب أن يبذل أحدهم عشرة ملايين دولار لشراء حذاء منتظر الزيدي الذي كسر به كبرياء وغطرسة بوش ومرغها في التراب في مشهد أسعد الملايين وأعاد إلى قلوبهم الأمل بانتعاش وعودة النخوة العربية وازدهارها على طريق استعادة المكانة المرموقة لأبناء العروبة التي تمكنهم من القيام بدورهم الريادي المنوط بهم بحرية مطلقة دونما وصاية أو صكوك من أية جهة كانت.. ويحسب للزيدي أنه أسدى للعرب قاطبة هدية العام الميلادي الجديد في يوم يبدو أنه سيخلد في قلوب وعقول كل الشرفاء والأحرار العرب عيد الانتصار للشرف العربي والذي سيحتفى به في الرابع عشر من ديسمبر من كل عام. الحرية لمنتظر الزيدي وأسمى معاني الشكر والتقدير والعرفان على موقفه القومي الأصيل ولانامت أعين الجبناء، والله من وراء القصد.