أعلنت حكومة جنوب أفريقيا، التي تُعدُّ دولة أفريقية ديمقراطية رائدة، رفض أي عمل عسكري أفريقي ضد النظام الحاكم في «زيمبابوي» برئاسة موغابي، الذي يواجه حملة شرسة من قبل الغرب منذ عدة شهور بحجة عدم التزامه بالديمقراطية، إثر انتخابات يقال إن المعارضة فازت فيها، إلا أن «موغابي» رفض النتيجة، ودخل مع المعارضة في صراع شديد.. وقد حدثت تدخلات لفصل النزاع بين «موغابي» والمعارضة، وعقدت عدة جولات من المصالحة انتهت إلى تشكيل حكومة وفاق وطني، إلا أن الخلاف ظل قائماً حول نسبة التمثيل في الحكومة، وتوزيع الحقائب الهامة في الوزارة بين الحكومة والمعارضة، مما أدى إلى فشل تشكيل حكومة وفاق حتى الآن. الحكومات الغربية تغذي هذا الصراع، وتقف ضد «موغابي»، داعمة المعارضة، مستخدمة منها سلاحاً محلياً لإسقاط نظام «موغابي»، وهو نظام معادٍ للغرب، وللعنصرية، حيث اتخذ قراراً أنهى المصالح الغربية في زيمبابوي، واستعاد الأملاك من البيض، ووزعها على المواطنين السود، في خطوة اعتبرها «موغابي» لإعادة الحقوق إلى أصحابها. قبل أيام اجتاح وباء الكوليرا جنوب«زيمبابوي» في هجمة شرسة لم تستطع الحكومة الزيمبابوية مواجهتها، وحصرها، والحد منها في ظل ظروف صعبة يواجهها النظام إلى حد أن «كوندليزا رايس» وزيرة خارجية «بوش»، دعت إلى أن مواجهة «الكوليرا» تبدأ بإسقاط نظام «موغابي» العاجز عن المواجهة والحد من انتشار المرض. تغيير النظام فكرة غربية لقيت ترحيباً من بعض الأنظمة الأفريقية المحيطة ب«زيمبابوي»، والتي طرحت فكرة القيام بعمل عسكري لإسقاط «موغابي»، وكأن «موغابي» مسؤول عن وباء الكوليرا..! لكن هذا الطرح لقي رفضاً من حكومة جنوب أفريقيا، التي ترأس مجموعة الدول الأفريقية الجنوبية للتنمية، وأعربت عن معارضتها ووقوفها ضد أي عمل عسكري.. مؤكدة أن تغيير النظام مسؤولية الشعب «الزيمبابوي»، وأي عمل مسلح ضد زيمبابوي يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لها.. ومثل هذا موقف سليم وصحيح من قبل جنوب أفريقيا، وذلك حتى لا يكون سابقة يحتذى بها للتدخل في بلدان أخرى لا تعجب الغرب، وبالتالي أخذ القارة الفقيرة وشعوبها إلى فوضى عارمة، وحروب أهلية تمكن من إضعافها وعودة الاستعمار إلى احتلالها.