في موضوع الاختلاف بين الرئيس الزيمبابوي (موغابي)، والمعارضة حول الانتخابات الرئاسية، كالعادة بادر الغرب للوقوف إعلامياً وسياسياً إلى جانب المعارضة.. طبعاً ليس حباً ولا حتى انتصاراً للديمقراطية، وإنما نكاية بالرئيس (موغابي)، وجزء لا يتجزأ من المؤامرات الغربية ضد الأنظمة المحلية التي يعجزون عن احتوائها أو عن إلحاقها وإخضاعها لأطماعهم.. (موغابي) للغرب ثأر منه، فهو من القيادات الأفريقية التي لم تنحنِ للغرب، ناهيك عن إجراءاته بعد توليه الرئاسة، التي أعادت توزيع ما استحوذ عليه البيض من ممتلكات على شعب زيمبابوي، في ظل تنديد واستنكار غربي شرس لم يفت في عزم (موغابي)، أو يثنِه عن قراره. في بداية شهر (يوليو) الماضي انعقدت قمة الثماني الدول المتقدمة الصناعية في العالم، مستضيفة ثمانية زعماء أفارقة.. وكان أول مواضيع بحثها (تنمية أفريقيا).. وهو عنوان نفاق ومجاملة وتدليس على الأفارقة، لكن ذلك لم يمر على القادة الأفارقة الضيوف الذين رفضوا الموافقة على ما طرحته الثماني الدول الكبرى في اجتماعها حول فرض عقوبات على (زيمبابوي)، حيث رفض القادة الأفارقة الضيوف في قمة الثماني هذه العقوبات، وعلى رأسهم الرئيس الجزائري (عبدالعزيز بوتفليقة). الإدارة الأمريكية، بمجرد عودتها من قمة الثماني، بادرت بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بفرض عقوبات ضد دولة زيمبابوي الأفريقية، وقد نوقش مشروع القرار الأمريكي الذي كانت الولاياتالمتحدة واثقة من تمريره، فإذا بها تفاجأ باتخاذ روسيا (الفيتو) ضد القرار، وتسقط القرار لتخيب آمال الإدارة الأمريكية.. كما أن الصين كانت معترضة أيضاً على القرار، واعتبرت الدولتان أن مثل هذا القرار تدخل في شؤون دولة (زيمبابوي) الداخلية، وهي دولة عضوة في الهيئة الدولية، وكاملة السيادة، لا يليق بمجلس الأمن أن ينتهك سيادتها. اتخاذ روسيا (الفيتو) لإسقاط قرار عقوبات ضد زيمبابوي، يعد بداية عهد جديد لروسيا بقيادة (ميدفيدف) الرئيس الجديد، وهو عهد يبشر بوضع حد لاستفراد أمريكا بالعالم، ونهاية لهيمنتها على الهيئة الدولية.. وهو ما يجب أن يُدعم من قبل كل القوى الرافضة للمشروع الأمريكي - الصهيوني في أنحاء العالم.