أشلاء ودماء ودخان ورماد، ورصاص كثيف، وجثث تنتشر تحت ركام قنابلهم». هذه صورة مبسطة لحالة الدمار الذي تتعرض له «غزة» وقد اقتربت الساعة العاشرة من العام الجديد!.. هذه صورة للجريمة الألف لقوات الاحتلال الاسرائىلي في هذه الأرض الطيبة «فلسطين». هذه دماء العرب منذ النكبة عام 1948م ولاتزال تراق، ونحن في عصر «حقوق الإنسان» والعدالة الدولية. في كل مرة كان العرب يلوحون بالسلام لكنهم يغرقون تحت وهم هذا الحلم. كانت «اسرائيل» تتوسع في قضم الأرض كلما قال العرب نريد سلاماً، وكان أشقاؤنا في فلسطين يتعرضون لشتى صنوف العذاب والقتل والإذلال كلما ارتفع صوت ينادي بغصن الزيتون!. على امتداد الأرض العربية لم يأتِ فارس يعيد رايات النصر إلى بيارقها. تاريخنا العربي مليء بالكوابيس والهزائم، لكننا دوماً لا نتعلم الدرس!. هذي دماء الفلسطينيين تروي أرض غزة، ولاتزال «الفضائيات» العربية تتحفنا بالأغاني الوطنية والرقص البلدي. في هذه الليلة مع تباشير عام جديد تعيد الإذاعات خطابات قادتنا وقد رفعوا كؤوسهم «نخباً» لفلسطين «المقهورة»!. لم يطرح أحدنا السؤال الجريح: من المسئول عن دمائنا المراقة وأطفالنا التي يتفنن العدو في ذبحها على تلك الطريقة المهينة؟!. لم يخبرنا أحدهم بأنه قادر أن يتحمل تبعات الهزيمة والذل والاستكانة التي أصابتنا بالصمت الأبدي والمهين؟. في كل وليمة دم اسرائيلية يبادر العرب إلى تبادل الاتهامات، وكأنها عنوان انتصارنا على جنازير دبابات «العدو». وفي كل مأساة تتعرض لها «فلسطين» تبادر «الأحزاب» العربية إلى إصدار البيانات وشجب الجريمة وكأنها بذلك قد أوفت وكفّت!. وفي كل طعنة في خاصرة «فلسطين» يتبادل قادتها وساستها الاتهامات وكأن هذه الأرض قطعة «شطرنج» يتسابق إليها «المناضلون» للحصول على بيارقها وقلاعها!. في كل مأساة تتعرض لها «فلسطين» نخرج إلى الشوارع لنبكي مصائبنا وهزائمنا على حد سواء!. وأخيراً في كل أزمة نكتشف أننا نبحث عن «غزة» أو غيرها; ولكننا في الحقيقة نخشى أن نكون قد أضعنا «فلسطين». وكل "فلسطين" وأنتم بخير!!.