أفلام ومسلسلات مرعبة هي تلك النشرات الإخبارية التي تبثها القنوات الفضائية العربية وغير العربية عن وعي أو بدون، فهي تظهر الأمة العربية أمة ملتقية للضربات، غير قادرة على الدفاع نفسها، وبأنها تعيش حالة من الضعف والوهن ليس في حكامها ولكن أىضاً بإرادة الشعب العربي فيها، وتظهر بالفعل القوى والإرادة الأقوى والأسلحة التي لا تقاوم أعداء الأمة، وكأنها تريد أن تقول إنكم مهما قلتم فإنكم لاتؤثرون مثقال ذرة على حجم ومدى سيطرة الأعداء على القرار والإرادة والثروة العربية. وتتزامن مع هذه الحملة المكثفة لزراعة الرعب، حملة أخرى معنية بزراعة التبلد أمام جراحات الأمة ونزيفها، وإلى درجة أن مشاهدة أنهار الدم التي تتكون بفعل إراقة الدم العربي بفعل القتل والاغتيال المنظم والجريمة المفبركة، صارت مشاهدات يومية لم تعد تحرك في الكثيرين شيئاً، بل أن البعض يشاهد هذه المشاهد الدموية النازفة في فلسطين والعراق وهو يأكل ويشرب ويتناول المرطبات، ويتبادل أطراف الحديث عن أمور الدنيا ومتطلبات اللهو والرفاه، لا حول ولا قوة إلا بالله. المأساة الحقيقة أن الخيانات التي ترتكب في حق الأمة، ترتكب أىضاً بمسميات حماية الأمة وأمنها وسلامتها واستقرارها وسيادتها، فصار من المألوف عبر شاشات التلفزيون أن تشاهد تصالح مع الأعداء الذين يفعلون بالأمة أفعالهم المشينة والممزقة لكيانها ووحدتها والناهبة لثرواتها، ونشاهد تشدداً مقيتاً تجاه أبناء بعضهم بعضاَ فنجد السلطات العربية ترمي في التصالح مع القوى السياسية في أقطارها جريمة وهزيمة، وترى في التصالح مع أعداء الأمة مع تقديم كل التنازلات والتي تشكل هزائم حقيقية صناعة للسلم والسلام. الا تعتقدون أن هذا الوضع يشكل مأساة وملهاة ينبغي تجاوزها، الا تعتقدو أن من واجب القوى السيباسية والاجتماعية الحية في أقطار الأمة أن تمتلك برامج فاعلة لتحريك الأمة، وتفعيل دورها، واستنهاض همم ابنائها، لتقول كلمة الحق وتحمل سلاح الحق، وتعمل من زجل استرداد الحق العربي والإسلامي، وتسعى إلى حماية الثروة العربية، وحمل الراية العربية على قاعدة الرسالة الخالدة، ولتحقيق الغاية التي تنشدها الأمة في صناعة التقدم واستعادة الدور الحضاري. والخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي أن يتم تصحيح مسار الأعمال والبرامج الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام، وأن تصحوا وسائل الإعلام العربية لتضع كل شيء في مساره ، فالعدو للأمة عدو لها، مهما أرتدى من أقنعة، وأن السلام مطلوباً ولكنه مع من يستحقه، وأن التصالح لاينبغي أن يكون إلا مع الذين يتصالحون مع الأمة، ويعترفون بحقها في النهضة والوجود. والخطوة الثانية أن يحدث تصالح بين الحكام وجماهيرهم وأن تلتف الجماهير مع النظام الذي ينتصر لها ويضع حقوقها فوق كل المصالح، وأن تستقيم لغة الحم والمعارضة على قاعدة التنمية والبناء وصناعة التغيير والتنافس على تقديم الأفضل الذي يسهم في زيادة اللحمة وتماسك قواها، وأن تعمل قوى التغيير على محاصرة الفساد ومن ثم استئصاله عبر كل وسيلة مشروعة، يستوي في ذلك فساد المواقف والفساد المالي والإداري.. والله من وراء القصد.