من الواجب أن نكون عادلين فنقول للذين يحمّلون حركة «حماس» مسئولية ماحدث ويحدث في قطاع غزة: إمّا أن تسندوا أو تخرسوا. المجزرة ليست بسبب إنهاء «حماس» للهدنة وإنما في الاحتلال.. في الحصار، في اختراق إسرائيل للهدنة أكثر من مائتي مرة.. وهي أيضاً في غلق المعابر وأهمها معبر رفح. لم تترك إسرائيل وأعوانها لحركة «حماس» بديلاً عن العودة إلى خط المقاومة بسلاحها البسيط المصنوع فلسطينياً في أجواء صعبة.. وظروف حياة مستحيلة. إن أي كائن حي لابد أن يرفع صراخه.. يوصل صوته.. فكيف بشعب يتعرض لكل ذلك الحصار والقتل والتنكيل تحت ظل هدنة لم تمكنه من حرية أو اكتفاء أو أمان. المضحك المبكي أنه حتى من يسمون أنفسهم وسطاء محايدين في أكثر من عاصمة يطرحون تسوية الأزمة بالسماح بمرور الغذاء والدواء دونما رغبة في حل يعيد للفلسطيني حقوقه حتى بعد أن دفع كل هذه الأنهار من الدماء. إن مثل هذا الطرح لايعني إلاّ معالجة الجرحى من إصاباتهم وإعادة تغذيتهم استعداداً للتنكيل بهم وقتلهم من جديد. القضية ليست في السماح بمرور مساعدات غذائية أو نقل مصابين بين الحياة والموت.. القضية هي في أن ثمة شعباً محتلة أرضه، يعاني الحصار والجوع والتشريد، فماذا تركوا لسكان غزة من أسباب الحياة حتى يحافظوا عليها بالهدنة ؟!. أيتها الضمائر الإنسانية الميتة.. إمّا كلمة حق.. أو على الأقل اخرسي .. وللفلسطينيين في غزة رب اسمه «الجبار».