لا داعي للاختلاف والتخاصم العربي- العربي حول عقد قمة عربية استثنائية تُخَصَّص لمناقشة العدوان على غزة، فالنظام العربي فيه ما يكفيه «ومش ناقص».. لكن ما يجب أن يفهموه أن «غزة» اليوم تحتاج منهم فقط دعمها بما يساعدها على الصمود، ومقاومة العدوان الصهيوني الوحشي البشع.. إنها بحاجة إلى الغذاء والمتطلبات الطبية اللازمة لتطبيب جرحى غزة.. وكذا مستشفيات ميدانية في الجانب المصري مزودة بكل الوسائل الطبية والكوادر البشرية اللازمة لذلك، وتسهيل عبور سيارات الإسعاف الرسمية أو المدنية التي يسهم بها مواطنو غزة. غزة تستطيع الصمود والمقاومة وقهر العدوان، ولا تريد من العرب أن يقاتلوا أو يدخلوا حرباً مع العدو الصهيوني، وكلما تريده فقط مقومات الصمود المدنية، وتسهيل دخولها دون أي معوقات، وتحت إشراف أصدقاء الكيان الصهيوني من «المعتدلين»، حتى يطمئن الكيان الصهيوني من أن الناقلات تحمل مواداً غذائية وطبية وإنسانية، ولا تحمل أي نوع من أنواع الأسلحة. نحن نحرص على عدم المزيد من الخلافات العربية - العربية بسبب غزة، وهذا هو رأي غزة، أي الحرص على ما بقي من خيوط واهية وضعيفة تربط العرب ببعضهم... ولذا على النظام العربي أن يناقش عقد قمة عربية استثنائية على مهلهم، بل على أقل من مهلهم، «بس» لابد من المسارعة لمد غزة بالاحتياجات الضرورية والأساسية للحياة ولمتطلبات معالجة جرحى العدوان الصهيوني طبياً، وهذا أدنى ما يمكن أن يقدمه النظام العربي، وهي متطلبات إنسانية لا تتعارض مع اتفاقات ومعاهدات السلام العربية - الصهيونية، ولا تخرقها، ولا يمكن أن تخيف العرب المطبِّعين والمعترفين من أي لوم صهيوني لهم.. لأن تقديم مثل هذه المساعدات لغزة تدخل في إطار حقوق الإنسان، وتدعمها القوانين الدولية. أطرح هذا الكلام، لأن العرب لم يتفقوا على القمة، منهم متحفظ ويرى التحرك الانفرادي.. وآخر يرى أن لا لزوم لقمة عربية، كونها لن تخرج بأي قرارات حاسمة ورادعة للعدوان الصهيوني.. وثالث يرى الذهاب إلى مجلس الأمن.. ونقول: لا عليكم يا عرب.. اذهبوا أينما شئتم، واتجهوا إلى حيث تريدوان، ف«غزة» لها الله، ولا تطلب منكم إلا أقل القليل، وهو الدعم بالغذاء والدواء والأطباء والمستشفيات الميدانية، والإسراع في ذلك وبالكميات الكافية، وإيصالها من خلال آليات تنتمي إلى الأقطار التي يثق بها الكيان الصهيوني.. وآخر رجاء ل«غزة» اليوم عدم الحديث عن الحوار الفلسطيني - الفلسطيني.. فالحوار ليس أولوية لغزة.. بل الأولوية لإيقاف العدوان.