لا أدري بأي عقول يفكر قادة أحزاب اللقاء المشترك؟ وهم لايزالون يتمادون في المكابرة ويزدادون في الرفض غير المبرر لكل الدعوات الرسمية وغير الرسمية لهم للمشاركة في الانتخابات. ولا ندري ما هي الأوراق التي مازال «المشترك» يحتفظ بها بعد أن فضحته كل الأوراق التي لعب بها مهاجماً حيناً ومدافعاً حيناً آخر ومراوغاً في كل الأحيان..؟. فالمتابع الحصيف للدور الهزيل الذي يؤديه أبطال المسرحية الهزلية المشتركة النص والسيناريو وحتى تقاسم الأدوار يجد الاهتراء في الأداء نتيجة فقدان الشخصيات لمصداقية التجربة وفاقد الشيء لا يعطيه.. ويجد الفراغ المشين في المضمون نتيجة فقدانه صدق الفكرة ومنطق الكلمة وسمو العاطفة تجاه الأشياء «الأرض الوطن، والوطن الإنسان، والأخلاق التي تضبط العلاقة بينهما للصالح العام للحياة». الأمر الذي وصل باللقاء في نهاية العرض إلى اكتشافهم أن الجمهور وهو الأهم في العملية كلها قد غادر مبكراً ولم يبق سواهم يصفقون لأنفسهم ويضحكون على أنفسهم ويكتشفون - وهذه الحقيقة - أنهم استنفدوا كل الأوراق إلا الورقة الوحيدة التي طرحها الحزب الحاكم على طاولة العمل السياسي الوطني المسئول عليهم وليس أمامهم الآن إلا شيئان: إما الرجوع إلى الحق ومنطق العقل ونكران الذات وتغليب مصلحة الوطن والمشاركة في الانتخابات وبروح رياضية.. وإما الاستمرار في المكابرة هروباً من الفشل الانتخابي والاكتفاء بالفشل المرير على خشبة المسرح السياسي.. وبين خياريهما المر والأمر. قافلة العملية الانتخابية تواصل مسيرتها على الطريق الديمقراطي المرسوم لها قانونياً تحرسها إرادة الشعب وحجة الدستور والقانون والحرص العام على مصلحة الوطن.. ومع هذا كله يظل الطرح قائماً وتظل دعوات ونداءات المؤتمر الشعبي العام على لسان قياداته من أعلى الهرم حتى أصغر مسؤول. وبالمثل دعوات ونداءات اللجنة العليا للانتخابات لأحزاب اللقاء المشترك بالمشاركة في الاستحقاق الديمقراطي النيابي القادم وعدم الاستمرار في سلبية الموقف الحالي. ومن هذا يتضح للعيان أن الفرصة مازالت مواتية لكي تمارس هذه الأحزاب حقها المشروع قبل فوات الأوان، ونتمنى أن تكون هناك بوادر انفراج تلوح في الأفق كما أشار إلى ذلك بعض المراقبين، وهذا إن كان صحيحاً فإنه يثلج الصدر ويجعل من النهج الديمقراطي في بلادنا أكثر تحدياً لكل المعوقات وعراقيل المغرضين التي تعترض المسار الديمقراطي لمنع أي تقدم يخدم مستقبل اليمن. كما أن ذلك سوف يدل على فضيلة الرجوع إلى الحق.. أما إذا استمر موقف اللقاء المشترك ينهج الهروب السلبي من مسئوليته الوطنية والسياسية فيما يخص المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة فهذا ما يسلب منتسبيه حقهم في المشاركة في بناء الغد الديمقراطي لليمن السعيد، ويضاعف من خجل المأزق الذي وضعت قيادات اللقاء نفسها فيه. أما المواطن فإنه يخوض التجربة بكل مسئولية قانونية وإرادة في الوصول إلى المستقبل الأفضل، فهل نستفيد من كل ما سبق ونبتعد عن دائرة الفراغ المشين لنسمو بإنجازنا الديمقراطي في ظل الصدر المفتوح للقيادة السياسية لكل الأطياف للمشاركة في بناء اليمن الجديد؟ ويكفينا رهانات خاسرة.