أعلنت حكومة الحرب والاجرام الاسرائيلية أنها ستوقف حربها على سكان غزة وهو إعلان لاينبغي أن يصدقه أحد في غزة وفي العالم السابق معرفة بالسلوك الإسرائيلي من ناحية ولأن الحرب لها صور وأشكال عديدة كلها تؤدي إلى الخراب والموت، وإعلان الحكومة الاسرائيلية كان يتحدث عن حرب الطائرات والمدفعية والدبابات وغيرها من أسلحة القتل والدمار التي وجهت نحو غزة في الأسابيع الماضية،وبالطبع لن يتوقف العدوان من هذا النوع بشكل نهائي بالإضافة إلى بقاء الاشكال الأخرى من الحرب وبالتزامن مع هذا الاعلان سوف يتوقف الغضب العربي وتخمد نيرانه التي كانت مشتعلة طيلة أيام العدوان، ومن المؤكد أن العرب والمسلمين سوف يوقفون حربهم الكلامية ضد اسرائيل وهي الحرب الوحيدة في مواجهة العدوان كل مرة. الآن سوف تتوقف مظاهرات الاحتجاج والخطابات الحماسية العربية في كل المدن العربية وسوف تتوقف صواريخ الشتائم واللعنات وسوف تعود طائرات التضامن إلى قواعدها سالمة بعد ما أبلت بلاء حسناً في أجواء العواصم والمدن وسوف تختفي كل الأحاديث الساخنة عن القضية وينسى أكثر العرب أن فلسطين والقدس وقبة الصخرة والاقصى المبارك تحت طائلة الاحتلال الاسرائيلي.. الآن سوف تستريح الحناجر من الهتافات المعادية لليهود المحتلين والمعتدين وسوف يعود هؤلاء جميعاً إلى سابق عهدهم بعيداً عن هذه القضايا راضين بماقدموا من خطب وخطابات وهتافات ومسيرات تضامناً مع الشعب الفلسطيني الشقيق في مواجهة العدوان وقد أدّوا واجبهم على أكمل وجه ولابد لهم من استراحة محارب.. سوف تصمت الأناشيد في البيوت وفي المحلات ووسائل المواصلات المختلفة التي لاتخلو وسيلة منها من أناشيد الثورة الفلسطينية وكأن ما كان لم يكن.. سوف يسدل الستار على كل شيء وتعود الإذاعات العربية والقنوات التي خاصمت الغناء والطرب والأفلام والمسلسلات خلال أيام الحرب إلى أحضان الفرح والمسرات لتعويض المشاهد ما فاته في الأيام الخالية، ومن الآن فصاعداً لن يعد الموت والخراب والدمار والحزن والاشلاء والدماء والدموع وكل المشاهد المبكية والمحزنة والمفجعة والمؤلمة كل ذلك لن يعد يعني سوى أهل غزة الذين فقدوا الأهل والأحبة والأقارب وفقدوا مساكنهم ومزارعهم وأموالهم وخسروا ما لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال سوى الإيمان بالله وبعدالة قضيتهم وإن كل هذا الذي أصابهم هو من أجل الحرية والاستقلال ومن أجل الحقوق والمقدسات ومن أجل أن يعلم العالم أن في تلك الأرض أصحاب حق يعتدى عليهم بالطرق الوحشية التي شاهدها العالم كل يوم من أيام العدوان المستمر والذي سيستمر بلاشك بسبب سلوك الاجرام الصهيوني الذي لم يجد ما يردعه لانه يدرك تماماً أن صواريخ العرب الكلامية ومدفعية الشتائم لا تعبر حدود بلدانهم ولا طائرات الغضب تستطيع فعل ذلك وعلى هذا الحال يمكن لاسرائيل أن تفعل ما تشاء وتقتل ما تشاء وتستخدم السلاح الفتاك والمحرم دولياً ولن تجد من يعاقب زعماءها الذين أجرموا بحق سكان غزة وبحق سكان لبنان في الحرب الأخيرة وسوف يجرمون بحق الجميع أكثر من مرة ثم لايخجلون عندما يقولون نأسف لسقوط الضحايا الأبرياء..فهل كانت قنابلهم الفسفورية أكاليل من الورود تلقى على أهل غزة ؟ إنهم يقولون ذلك لانهم يعلمون أن العرب والمسلمين لايحترمون ضحاياهم ولا ولن يلاحقوا المجرمين لأنهم ضعفاء.. وكفى.