تعيش الأغنية العربية هذه الأيام حالة ترد كبيرة على جميع المستويات الأمر الذي أفسح المجال لظهور أغان هزيلة لا تحترم المستمع ولا المشاهد كلماتها مبتذلة تخلو من أي مضمون. • ففي خضم هذا الكم الكبير من الأغاني(الغث) يأخذنا الحنين إلى ما تركه لنا رواد الأغنية العربية من أعمال فنية خالدة لا نزال نطرب لها حتى الآن وتشنف آذاننا وتهز مشاعرنا وأحاسيسنا بكلماتها العذبة الصادقة وألحانها الرائعة، فناً راقياً بعيداً كل البعد عما يُروّج له الآن من الأغاني المعلبة التي تُكتب ويتم تصويرها خلال أسبوع، ويقوم المغني بأدائها بلا إحساس وكأنه يقدم إعلانا لإحدى السلع التجارية. • زمان كان الفن طرباً ومتعة ورسالة سامية ذات معان هادفة، أما الآن فليس الفن سوى وسيلة لتحقيق الكسب المادي وبأي طريقة كانت، فبعض هؤلاء ممن يسمون أنفسهم «فنانين» استغّلوا الفن لتحقيق الشهرة والكسب المادي، فيقدمون أعمالاً متدنية المستوى، أغاني أقل ما يقال عنها أنها غارقة في الإسفاف، يصاب المستمع بالصدمة حين يستمع إليها، أغاني لا يمكن وصفها بأي وصف يليق بها، فالكلمات ذاتها تستحي من أن يقال عنها أغنية، فلا كلمات محترمة ولا ألحان راقية ولا أداء، لأن ذلك لم يعد مهماً بقدر ما أصبحت تشترط توفر عدد من العارضات (الموديل) يقدمن المشاهد الجريئة البعيدة عن الأخلاق، فالأهم بالنسبة للقائمين على هذه الأغاني مخاطبة الغرائز لا المشاعر والأحاسيس حتى تحقق هذه الأغاني الرواج المطلوب. • لا شك أن التطور الكبير في وسائل الإعلام وخاصة في مجال الفضائيات ومواقع الإنترنت ومحاولة عدد كبير من الفنانين الشباب ركوب الموجة ليحققوا الشهرة سريعاً ومن أقصر الطريق، أدى إلى ظهور وانتشار هذا النوع الجديد من الأغاني المتدنية شعراً ولحناً وأداءً وذوقاً • فمن مساوئ تعدد القنوات الفضائية.. أن قلة الوعي تذهب راكضة إلى التلفزيون بدون حسيب ولا رقيب، حيث ينفث المغني الجاهل سمومه وابتذالاته على وجوه الناس وأسماعهم، وتكمن الخطورة في أن التلفزيون يدخل إلى كل بيت، لذا نجد “ أشباه الفنانين” يطالعونا في كل وقت يرددون أمامنا التوافه من المفردات والبذيء من الألفاظ فيما يسمونه أغاني ليس فيها أدنى مستوى من الذوق والاحترام للمشاعر والأحاسيس.