على طريقتنا اليمنية فشلت في إقناع صاحب «الفرن» بأن يبيع الروتي بالميزان بناء على توجيهات وزارة الصناعة.. لكنه لم يقتنع..ولم أمارس واجبي في الإبلاغ عنه.. «لا أعرف إن كان مثل السلوك نعمة أم نقمة..؟ ودارت الأيام.. هو يمعن في استغفالي وأنا أتواطأ معه تحت ذريعة العيب في أن يقوم الجار بالإبلاغ عن جاره حتى وهو يبيع قرص الروتي في حجم فرشة غسل الأسنان. وفجأة.. تحقق المقصود، ورأيت الميزان يحتل مكاناً في الفرن.. منظر يفتح النفس قلت له:الروتي بالميزان.. أمورنا طيبة.. ولقد حرصت على أن أطلب منه مسبوقاً بالتنبيه.. اعطني كيلو روتي أو اعطني نصف كيلو خبز. والحق أنه لا يرفض.. غير أنه في كل مرة لايستغني أن يغمز من قناة تعبّر عن استيائه الشديد من مواطن مصمم على الأخذ بنصائح الإذاعة. مرة يقول لي، وهو يضع الطلب في الميزان: «يا رجّال هم يوزنوا الطماطيس مش الروتي.. ومرة يقول طارت الفائدة.. ومرة يقول هذا كيلو بالميزان» مع أنني لا أشاهد قناة الجزيرة.. وهكذا كل صباح عبارة جديدة تعبّر عن الاستياء وعدم الرضا. والخلاصة؛ صاحبنا يشن على العبدلله حرباً باردة بهدف إعادتي إلى الشراء بالعدد وأنا مازلت أقاوم بحجة أنني صاحب حق، وبأن هذا الموقف أحد شروط المواطن الصالح.. هل أرفع الراية البيضاء.؟!