وكأن إيران لم تستفد من درس غزو العراق لدولة الكويت والمترتبات الخطيرة التي لحقت بكافة دول المنطقة ولاتزال هذه التداعيات قائمة حتى الآن. ولا يمكن تفسير التصريحات الإيرانية إزاء دولة البحرين إلا في كونها تمثل حالة خطيرة في العلاقات الإيرانية - العربية، وليس فقط على مستوى علاقات طهران بالمنامة. وخطورة هذه التصريحات - على الرغم من بروز توضيح إيجابي من الإدارة الإيرانية - هي أنه لا يمكن النظر إلى مستقبل علاقات طهران بالعواصم العربية إلا في ظل ثقة متبادلة تتعزز معها العلاقات بعيداً عن التهديد أو التدخل الإيراني في الشئون الداخلية لأي بلد عربي. من هذا المنطلق كان اليمن حريصاً من خلال تأكيدات فخامة رئيس الجمهورية على إعلان الوقوف إلى جانب سيادة واستقلال مملكة البحرين، فضلاً عن استنكار اليمن لأية محاولة تهدف إلى النيل من هذا البلد الشقيق.. باعتبار أن هذه المحاولات لا تخدم العلاقات العربية - الإيرانية وتسيء إلى علاقات حسن الجوار وتتجاوز احترام سيادة الدول. إن الأمل أن تترجم الحكومة الإيرانية توضيحاتها الأخيرة بشأن التصريحات العدائية ضد البحرين إلى حقائق على الأرض، وذلك من خلال عدم تكرار تلك التصريحات، وبأن تعمل بجدية في الاتجاه الذي يعزز العلاقات الثنائية مع البحرين، وكل القضايا والمواقف المرتبطة بالعلاقات مع الدول العربية كافة.