قال الله تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً» وها هي أمة الإسلام تحتفل بميلاد رحمة الله للعالمين.. ميلاد ليس كمثله ميلاد.. تطل علينا بعد غدٍ مناسبة من أعز المناسبات في تاريخ الأمة الإسلامية.. وهي مناسبة ذكرى مولد الرسول محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، أطل علينا نور المصطفى يحمل للدنيا رسالة رب العالمين، تلك الرسالة التي غيرّت مجرى التاريخ والحياة وكثيراً من الأشياء، ولا شك أن احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة يعتبر وقفة مع التاريخ ليستعيد الإنسان ملحمة البطولة الإنسانية الذي جاء بكتاب الله «القرآن» الذي قال فيه الحق إنه سبحانه قد اختار له خليفة في الأرض هو الإنسان نفسه. إننا مدعوون للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي تجدد محبتنا لرسول الله وتقديرنا لجهوده وجهاده لنقف فيها خاشعين أمام هذه الذكرى الجليلة يوم الثاني عشر من ربيع الأول وهو يوم ميلاد رسول الله. ولعل أفضل أنواع الاحتفالات هي أن نجعله قدوة, نجعلها فرصة لتأكيد الولاء والاحترام لكل ما جاء به من تعاليم وقيم وسلوكيات راقية وكان نموذجاً للتسامح والغفران. وكالعادة من كل عام يقيم الرجل الفاضل السيد محسن أبوبكر المحضار، أحد أعيان وطننا اليمني احتفالاً كبيراً في منزله في «صنعاء» تحضره أعداد كبيرة من الشخصيات اليمنية والمواطنين للمشاركة في هذا الاحتفال المهيب الكبير السنوي «المولد». كما يقيم مأدبة غداء كبيرة للحاضرين الذين يقدمون للمشاركة في هذا الاحتفال بمولد الهادي الأمين رسول الرحمة والإنسانية أسوتنا الحسنة في المكارم الأخلاقية والقيم والفضائل النبيلة والمبادئ السامية. في الثاني عشر من شهر ربيع الأول كان مولد الهدى والنور وأشرقت على العالم شمس الحقيقة والعلم وتلاشى ظلام الجهل والتخبط وانتقال البشرية من الظلمات إلى النور بمولد محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .. وخلال أربعة عشر قرناً من الزمان تبارى الباحثون والمفكرون في الغوص في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فكتبوا واستقصوا وألفوا ومازالت تلك الكتابات دائبة على البحث والاستقصاء لتحليل شخصية نبي الإسلام وإبراز جوانب العظمة والبطولة في حياته. السلام عليك يا رسول الله في يوم مولدك.. يوم ظهرت بشارتك نوراً للدنيا.. وعدلاً للناس، ومساواة بين البشر، وإعلاناً للحق، وإزهاقاً للباطل، وقوة للمؤمنين الصابرين العاملين. السلام عليك يا رسول الله.. السلام عليك يوم أضأت الكون بنور بصيرتك، وهديت الناس بصدق رسالتك، وكنت للخلق الهادي البشير.. وكل عام وأنتم بخير.