تحية إليك سيدتي في صباحات أيامنا ومساءاتها.. تحية لروحك المسكونة في نفوسنا ألقاً ودهشة.. تحية لقلبك الذي علمنا المحبة، وزرع في نفوسنا قيم الخير ومعاني الجمال وغمرتها بنور مشرق دائم التوهج يضيء لنا دروب الحياة.. تحية إليك أيتها المرأة في كل دقيقة وفي كل ساعة وفي كل يوم.. وليس في الثامن من مارس وحسب. تحية إليكن أيتها النسوة.. اللائي يكتبن في سماء الحياة انشودة العمر مليئة بالحب والحنان، ومفعمة بكلمات لا نمل من تكرارها أو نتعب من ترتيلها.. تحية إليك أيتها المرأة يا من تزرعين في أعين الوقت لغة السمو، وتكتبينها على صدر الوطن بطولة وتضحية وفداء.. إليك سيدتي كل الحب والتقدير والامتنان.. نسجلها في دفتر العمر بمداد قلوبنا.. نحفظها في ذاكرة الأيام أغنية لاتنسى، ولا تمحى كلماتها مهما اشتد الوجع أو بلغ العمر مداه.. إليك أيتها الأم.. العاملة.. الطبيبة.. المعلمة.. المهندسة صانعة الرجال، ومعدة الأجيال.. ومدرسة الحياة التي ينمو في كنفها العمر ويترعرع تحت ظلال قلبها الدافىء بُناة الوطن وصُنّاع الحياة.. تحية إليك صورتنا الأجمل، التي نعود إليها في كل وقت وحين.. بحثاً عن الحب والوفاء، والأمن والطمأنينة.. والرأي الهادىء المستنير. هي المرأة التي مهما قلنا، ومهما كتبنا، ومهما صغنا من أشعار فلن نفيها حقها أو نمنحها جزءاً ولو يسيراً من حنانها الذي سكبته علينا كالمطر الخفيف المستمر. هي المرأة التي نرى اليوم من يزايد عليها.. بل ويسابق إلى جعلها سلعة للمتاجرة بحقوقها وعرضها في فاترينة الحملات الدعائية وكفى !! اليوم والمرأة تحتفي بيومها العالمي هي مناسبة لتذكيرها بأن صوتها أصبح أكثر قوة وأكثر تأثيراً، وأكثر حضوراً من ذي قبل.. ويكفيها فقط أن تعزز نفسها بنفسها وتدرك هذه الحقيقة لتبدأ الخطوة الأولى نحو نيل حقوقها كاملة غير منقوصة، بعيداً عن وصاية الرجل.. وبعيداً عن كل الوعود التي تنتهي بالنسيان.. أو بالإنقلابات البيضاء. لتكن هذه المناسبة بالنسبة للمرأة محطة للتقويم والمراجعة، والعودة إلى دروس الأمس القريب التي تؤكد وبالمطلق أنها ليست مجرد صوت وحسب، بل هي قدرة وكفاءة، وشريك أساسي في خدمة الوطن وبنائه وحماية مكتسباته والدفاع عنها. كما هي مناسبة للرجل أيضاً لتغيير نظرته تجاه المرأة، والاعتراف بشراكتها والعمل على تعزيزها والانتصار لكافة التوجهات والبرامج الهادفة إلى الارتقاء بدور المرأة في كافة شؤون الحياة ومجالاتها. أقولها بكل الصدق والمسؤولية: المرأة هي الحياة وبدونها تغدو الحياة بلا هدف وبلا قضية وبلا معنى.. ويكون مآلنا الموت لامحالة. لنعمل سوياً - رجالاً ونساءً - في خدمة هذا الوطن. كثنائي تكتمل معهما وبهما الصورة المرسومة للحياة، بعيداً عن التفكير القاصر.. وبعيداً أيضاً عن كل الأقوال التي لاتزال مقيدة بالعيب والعورة.