لم تتغير نصوص الرسالة منذ زمن, ومع ذلك دوما نحن النساء نجتهد في إيصال الرسالة التي تأبى الوصول إلى مسمع من فقدوا معنى إن الحياة شراكة. تيقنت تماما زيف الشعارات وكذب من يدعيّ في الأضواء إنه مع حق المرأة وخلف الأبواب الموصدة, هؤلاء لو استطاعوا لحجبوا عنها الضوء والأوكسجين .. لكل امرأة...لكل أنثى تنبض حبا للحياة: ليس مهماً أن يكون لك يوم وحيد للاحتفال بك... قد يعني أي احد, إلا أنت, فهو لا يعنيك... فبماذا يحتفلون؟ أيحتفلون بكونك أماً يُشع اللطف والحنان من قمر وجهها, فإذا هي نبض الحياة ودفء الطفولة! أم يحتفلون بكونك أنثى ! أنثى أمر الإسلام برعايتها وصون كرامتها.. أنثى يشع منها الطُهر ،وترتسم العذوبة على مُحيّاها... تسير واثقة إلى حيث مقصدها... تتقدم بكل كبرياء... ترقص الزنابق حولها مبتهجة ،وتتمايل منتشية على وقع خُطاها.. تشاركها مسيرة التقدّم، وتنثر عبيرها لتعطّر مواكب العبور للزمن القادم الأجمل. أم يحتفلون بكونك عاملة ينتظر الوطن الفرح القادم كالغيث على يديها! أم يحتفلون بكونك أم الشهيد, التي ما انفكت تقدم الشهيد تلو الشهيد, لتخطّ على جدران الزمن بأناملها المبتورة حكايات الفجر الجريء! حقيقة.. ما أعجبك أيتها المخلوقة!! فأنت عمر ممتد بين شغاف القلب برقتك وعذوبتك، وما بين أقدام الجبال الراسيات بعنفوانك وصبرك. أنت نصف الشمس المشرقة على الكون, ونصف القمر ,ونصف الوطن, ونصف المجتمع, والنصف من كل شيء ،حتى غدوت بخليطك المكون من كل شيء, كالبدر ليلة التمام لا يشوبه النقصان. ما أغربك!! تتخلين عن بعض من قوانين الأنثى, وتضعين كحلك جانبا, وتسدين طرائق ثرثرتك، وتستبدلين رذاذ عطرك بقطرات العرق, كي تشاركي في نمو مجتمعك, محافظة على هويتك الإسلامية مقتدية بنساء كنّ جسرا عبرت عليه الحضارة, وانتشرت إلى أقاصي الدنيا.. حقا إن ثورة الربيع العربي شاهدة على أن المرأة هي الآتي الجديد, ودقة الزمن المبشّر بالولادة، تمضي بكل حزم لتكتب التاريخ فوق الصخر من تأليف سيّدة عظيمة.. فتحية إلى مَن تفني نفسها ،وترهن شبابها, ليرتق وطنها إلى أفق واسع كأفق الحرية.. ممتد ممتد إلى اللانهاية.