أشكرك لأنك جربت يوماً أن تقرأ للمرأة بلا تحيز.. أشكرك لأنك قرأت لي من منطلق أهمية البناء والإحساس المرسل خلف السطور.. ولكن سيدي الرجل لا أريد منك الثناء المبهم والإحساس المغلف الذي سرق مني أنوثتي الحقيقية.. وأخرجني بعيداً عن عالمك. فما عادت الطرقات تنتهي إليك.. هكذا خيل إليّ وإلى كل امرأة أرادت أن تغيّب نفسها عن ذاكرتك، وتسافر إلى مدن لا تعترف بك..؟!!. وهكذا ظننت أنا وغيري الكثيرات من النساء أن فصول حكايانا الأليمة أبطالها نحن النساء. فنسرد على أنفسنا القصص، ونقسم بقايانا بينكم بالتساوي..!!! هل تصدق..؟! هذه حكايانا وإن تفاوتت جرأة الطرح من امرأة إلى أخرى. وإن كانت ليست المرة الأولى التي نطرح فيها قضايانا بعفوية ومصداقية في أيام مارسية.. فما عاد يهمنا أمركم إن غضبتم أو استأتم. فالإحساس المؤلم المرافق لأقلامنا عند بدء البوح لا يحتمله جسد..!. أشكرك.. لأنك اليوم قرأت لي في خضم أعيادي المارسية. أشكرك.. في حضورك وغيابك وبالقرب منك وبعيداً عنك. أشكرك.. برغم كل مشاعر الاستياء من قبلك لفداحة الأمر الذي يتلمسني، ولا يصل إلى خيالك ولم تبحر إليه قوارب أفكارك يوماً. أشكرك.. لاتصالك بي؛ مؤكداً بأنك ستكرر جريمة القراءة لي، متحدياً حروفي كعادتك لتبحث في حناياها عن أورامها فتستئصلها. ومؤكدة لك أنا بأن حروفي تعرفني جيداً وتحفظ ملامحي كما أحفظ ملامحها.. وتحتاجني كما أحتاجها، فكلانا أنا وحروفي لسنا بحاجة لمراودة الأخرى عن نفسها كي نضطر لغلق الأبواب والنوافذ لنفشي سرّنا لك عند قراءتك لنا. وأخيراً لم يتبق إلا أن أشكرك..