ألوه، السلام عليكم يا أستاذ سمير. وعليكم السلام ورحمة الله. كيف حالكم يا أستاذ، معكم عبدالعزيز الهياجم. أهلاً يا عبدالعزيز، ومبروك نتيجة انتخابات النقابة. هذا بفضل دعمكم يا أستاذ ودعم الزملاء الأعزاء في صحيفة "الجمهورية". وبعد حديث تلفوني قصير قال لي الأستاذ سمير اليوسفي، رئيس مجلس الإدارة، رئيس التحرير: أي خدمات يا عبدالعزيز؟. فلم أتردد في استغلال هذا العرض لأعبّر عن تمنياتي في أن أكتب في "الجمهورية" فرحب على الفور ولتفتح لي الصحيفة صفحاتها للكتابة لأول مرة على الرغم من أننا تفتحنا على صحيفة "الجمهورية" قبل كل الصحف اليمنية الأخرى بحكم القرب الجغرافي. منتصف ثمانينيات القرن الماضي بدأت أقرأ صحيفة "الجمهورية" التي كانت تصل إلى سوق الأحد مركز مدينة شرعب الرونة في العاشرة من صباح كل يوم مع أصحاب «صوالين الأجرة» وكنت أهتم حينها بدرجة رئيسة بمتابعة أخبار الرياضة وتحديداً أخبار فريق أهلي تعز في عصره الذهبي حين حلّ وصيفاً للدوري عام 1985م ثم بطلاً للدوري في العام التالي. في عام 1996م دخلت مبنى صحيفة "الجمهورية" لأول مرة وذلك لعمل بحث خلال الدراسة الجامعية في الإعلام بصنعاء حول بريد القراء في صحيفة "الجمهورية" ماذا يطرح من قضايا وهموم الناس، وحجم الدور الذي يلعبه في طرح المواضيع والشكاوى أمام الجهات المعنية. وأتذكر أنني ترددت عدة أيام على أرشيف الصحيفة لإنجاز البحث، ولا أنسى زميلة عزيزة اسمها «أروى العبادي» كانت موظفة في الأرشيف وساعدتني كثيراً في الحصول على الملفات والأعداد المطلوبة ومازلت ممتناً لذلك الجهد والمساعدة، ولها جزيل الشكر والتقدير. وفي عام 1998م، وعلى ما أذكر في شهر أغسطس كان لي حكاية مثيرة أطرافها صحف "الميثاق والثورة ثم الجمهورية" والقصة أن صحيفة "الميثاق" التي كنت أتعاون معها قبل أن أنضم إلى صحيفة "الثورة" وطبعاً كان يرأس تحرير الصحيفة الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم حينها الأستاذ عباس غالب الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، نائب رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" والمهم أن الميثاق أعلنت عن تنظيم ندوة برعاية رئيس الوزراء اسمها ندوة «اليمن وتحديات المستقبل» فعملت من ذلك خبراً للصفحة الأخيرة في جريدة "الثورة" وذهبت اليوم التالي إلى المعهد القومي للعلوم الإدارية لتغطية فعاليات الندوة، وطبعاً كنت آنذاك محرراً في قسم الأخبار المحلية. وفي المساء وبعد أن فرغت من صياغة التغطية الخبرية للندوة، دخلت إلى مكتب مدير الأخبار، وكان حينها أستاذنا القدير عبدالحليم سيف لأسلّمه المادة، فصاح في وجهي قائلاً: «أنا تحملت تبعات نشر الخبر الأول في الصفحة الأخيرة ..». كيف يا أستاذ تحملت تبعات الخبر، ما هي الجريمة التي عملتها أنا؟!. فقال لي الأستاذ عبدالحليم سيف إن رئيس التحرير - وكان المرحوم محمد ردمان الزرقة - اتصل به وقال له: كيف تسمح بخبر له طابع حزبي ونحن صحيفة حكومية وصحيفة دولة ونقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب ...إلخ؟!. وأنا لم أقتنع بذلك ودخلت في جدل وشد وجذب مع الأستاذ عبدالحليم ثم مع مدير التحرير الأستاذ عبدالرحمن بجاش، ولكن دون فائدة، ومن باب التحدي جاءتني فكرة إرسالها إلى صحيفة «الجمهورية» بالفاكس وفعلاً نشرت في «الجمهورية» اليوم التالي في الصفحة الثانية. وحرصت على أن آتي يومذاك إلى "الثورة" ومعي أكثر من نسخة من صحيفة "الجمهورية" التي انتصرت لمادتي الخبرية وحفظت ماء وجهي، وإن كان الأمر لم ينته بنشر المادة الخبرية في "الجمهورية" وإنما تضاعفت حساسية الموقف وتلقيت بعد ثلاثة أيام استدعاء إدارياً مطبوعاً بتوقيع المدير الإداري لأجد نفسي مطلوباً إلى مكتب الأستاذ الزرقة - رحمة الله عليه - والذي على حد قول الاخوة المصريين «عمل لي دُش» وقال لي بالحرف الواحد: «شوف يا هياجم لا تسير تفعل مادة إلا بتكليف، مش هكذا من رأسك..» وعرفت فيما بعد أن لعنة الفراعنة التي طاردتني بسبب ذلك الخبر لم يكن البعد الحزبي ولا يحزنون وإنما كان السبب هو موضوع قديم استفز الزرقة ولم يذهب سره برحيله وإنما لايزال نصفه بيد الأستاذ عباس غالب. وليعذرني الجميع إذا ما كنت قد استهللت إطلالتي هذه على قراء "الجمهورية" بسرد تاريخي؛ إذ لم أقصد أن أروي مذكرات بقدر ما أردت القول إن صحيفة "الجمهورية" تاريخ عريق وحاضر يستشرف الولوج إلى المستقبل بطموح كبير يقوده الأستاذ المبدع سمير اليوسفي والذي أعتز بأن فتح صدره لي، وفتح صفحات جريدته الغراء لأن أكتب فيها مقالات متواضعة، كل ما أتمنى من خلالها ليس مديح القراء ولكن حسبي أن أنجو من الذم.