القمة العربية اللاتينية التي عقدت أمس في الدوحة جاءت في إطار الحرص المشترك على فتح قنوات تواصل جديدة بين العرب ودول أمريكا الجنوبية التي تربطهما تاريخ مشترك من النضال التحرري وتتقاسمان نفس التطلعات لبناء مجتمعات متحررة من سيطرة سياسة القطب الواحد ويسعون إلى إيجاد نظام عالمي جديد خال من الاستعمار والهيمنة والتسلط وازدواجية المعايير، عالم تسوده الألفة والمحبة بين شعوب المعمورة. لقد أبدى قادة دول أمريكا الجنوبية رغبة لمد جسور التواصل مع الدول العربية وبما يمكن العرب في الاستفادة من خبرات تلك الدول سواء من حيث تطوير الإطار العام للنظام السياسي أو التكتلات الاقتصادية وبما يحقق تطلعات الشعوب العربية في التنمية والتقدم، خصوصاً أن دول أمريكا اللاتينية قد نجحت في إيجاد تكتل إقليمي أسهم في تحقيق نهضة تنموية واقتصادية عادت بالفائدة على صعيد تعزيز مكانة دول أمريكا اللاتينية في الأسرة الدولية وتطوير اقتصادياتها وتحسين معيشة مواطنيها. لاشك أن مثل هذه القمم والمنتديات تعد فرصة للتعريف بالحضارات وثقافات الشعوب المختلفة وبما يؤدي إلى التقريب بين الحضارات ويخلق مناخات ملائمة لتعزيز المصالح الاقتصادية بين الدول، وما يؤكد ذلك هو ذلك الحشد الكبير من رجال الأعمال من العرب ودول أمريكا الجنوبية الذين عقدوا على هامش أعمال القمة صفقات استثمارية عديدة من شأنها تجذير تشابك المصالح المشتركة بين الدول العربية واللاتينية.