نعم.. هو نوع من الإطراء يستحقه القائمون على مؤسسة «الجمهورية» وعلى رأسهم الأخ الأستاذ سمير رشاد اليوسفي، الذي تنبأتُ حين كان موظفاً في مكتب إعلام تعز - أحسب المدة قبل عقد ونصف من الزمن - لا أذكر تحديداً. قلت للأخ سمير: مكانك في الصحافة، وأحسب أنه كان يتوق لذلك، وبدأ يدبج مقالات - وإن غير منتظمة - حتى أسند إليه الأخ الأستاذ - المعلم - محمد عبدالرحمن المجاهد مسؤولية تحرير «الثقافية». ولا ينكر أحد بمن فيهم سمير أن المجاهد وقف موقف المهني الملتزم بأمانة الكلمة واحترام من يعمل في إطارها. إذ عانى سمير والمجاهد كلاهما عنتاً ومشقة كبيرين؛ ذلك أن سمير كان يمتلك الجرأة لطرح موضوعات حساسة، مسكوتاً عنها تبدأ بالدين ولا تنتهي بالجنس. وقبل ذلك كان سمير اليوسفي يملك قلم فنان أنيق، رشيق يجعله في مصاف كتّاب النثر المتميزين، وإن كنا قد فقدنا هذا القلم، عندما أسندت إليه مهمات كبرى، مهمة قيادة أكبر مؤسسة صحفية بعد «الثورة». غير أن بصمات الأخ سمير اليوسفي لاتزال ماثلة فيما يحرر هو أو الآخرون، وفيما تنشره «الجمهورية» الغراء من موضوعات. هناك «نكهة» تميّز «الجمهورية» عن أية صحيفة أخرى رسمية أم حزبية؛ هي نكهة الحرية والتلقائية «وطفو» مشكلات المواطن على سطح كل سطر وصفحة معاً. يبذل سمير رشاد اليوسفي ونخبة من زملائه الكرام جهداً طيباً، ويتحدى مصاعب كثيرة؛ تأتي على رأسها المادية. وأن تخرج الصحيفة على هذا النحو من البهاء بملاحقها العديدة، فإن أحداً لا من القراء ولا من وزارة المالية، بل ولا من وزارة الإعلام يعلمون ما يكابده أهل «الجمهورية» من مشقات. ولا يمنع الأخ سمير، وأعرف أنه يدافع عن المسؤولية بلباقة ويحترم «فيدرالية» تحرير الملاحق، يشرف على هذه الملاحق لتكسب المزيد من الحرية والجرأة مما يكسبها حتماً احترامي كقارئ وزملائي القراء بالألوف. فتحية عطرة.