الذين يعيثون في الأرض فساداً، وينشرون الكراهية والأحقاد والضغائن بين الناس، ويحاولون زرع بذور الفتنة والشقاق، بات ضرورياً أن تتعامل الدولة معهم بإجراءات النظام والقانون، وأن ينالوا جزاء ما يقترفونه من أخطاء وتجاوزات في حق الوطن والمواطن والقوانين والدستور.. لغة التسامح ورحابة الصدر ومواجهة الإساءات بالإحسان.. ما عاد لها مكان مع الذين لا يعرفون قيمتها، ولا يؤمنون برقي وعلو وسمو أصحابها، ولا بالنيات الصادقة - الخالصة - التي يتعاملون معهم بها. أولئك النفر - وإن قلّوا - لا يستفيدون من كل مبادرات العفو والتسامح، ولا ينظرون إليها من باب - إذا أكرمت الكريم ملكته - ولذلك فإنهم يتمردون بشكل دائم ويستمرون في غيّهم وأحقادهم وضلالهم؛ لأن "اللؤم" يجمعهم، والمصالح الشخصية تدفعهم لأن يبحثوا عن الأموال المشبوهة، والدعم الخارجي ليكونوا أداة لضرب الأمن والاستقرار وإشاعة الخوف والقلق ونشر المناطقية والكراهية، ويستندون في ذلك على استمالة البعض القليلين ممن يخدعونهم بشعارات كاذبة وأقوال مزيفة، ويستغلون بعضاً من الممارسات الخاطئة الموجودة في أي زمان وأي مكان، والجهود في محاصرتها والقضاء عليها مستمرة!. لم يعد الأمر - هيناً - ولا مقبولاً، ولا أظن استمرار السماحة ستجدي مع من لم يستفيدوا منها، ولم يراعوا معانيها الكبيرة.. وسبق أن أثبتوا في كل مرة أنهم لا يتعظون ولا تهمهم مصالح الوطن ولا أمنه ولا استقراره ولا وحدته. أصبح المطلوب "ملحاً" بأن نقف نحن المواطنين أمام أولئك الذين يسيئون إلى اليمن الواحد، ويحاولون بث سمومهم وأحقادهم وأمراضهم للتأثير بها على الآخرين، وعرقلة حركة البناء والنماء، وإجهاض جهود الإصلاحات، وتحقيق النهوض، ونشر مفاهيم الشتات والفرقة التي لا تزيدنا إلا ضعفاً وهواناً. يجب علينا أن نكون أكثر قوة وتلاحماً أمام الدعوات التحريضية والخطابات المأزومة والأعمال الإجرامية، ونعمل صفاً واحداً في تعزيز قيم الولاء والانتماء، ونشر ثقافة المحبة والإخاء، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الأمن والأمان، وحماية الوحدة من أي أخطار أو دعوات أو أمراض مازالت معشعشة في نفوس حاقدة على الوطن؛ بمجرد أن فقدت مصالحها كشفت عن نوازع الشر وأسرفت في عدائها وساعدت على الانتقام بالتحريض والتخريب والترويج لأحاديث التضليل المسمومة!!. للجهات المسئولة عن محاسبة ومعاقبة من يتجاوزن الدستور والقانون؛ ومن يعملون على نشر سموم الكراهية والمناطقية؛ الحق في اتخاذ إجراءاتها الحازمة والصارمة، والإسراع في القبض عليهم ومساءلتهم وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم الرادع. لكن الأمر المهم، يجب أن يكون لنا رأي وموقف وهدف، ونسعى إلى التصدي لأولئك النفر المرضى، فأمر الوطن يهمنا جميعاً.. وأمنه واستقراره وتطوره ونهضته ووحدته في أعناقنا جميعاً!!.