أنت وأنا وكل صحفي وكاتب نريد أن نكون مثلاً في الإحساس بقدرتنا على ممارسة الديمقراطية والتعبير عن قناعاتنا وآرائنا دون أن يطرق أبوابنا زائر غير مرغوب فيه أو نقضي أوقاتنا مابين قسم شرطة أو سجن احتياطي أو ردهات نيابة وقاعة محكمة. هذه الرغبة ممكنة ومكفولة لو تعاملنا مع القضايا بموضوعية ومنطق واقتراب من الحقيقة.. وليس اجترار البطولة من شرانق الخطأ التي تتقاطع مع القانون أو الإفراط في تقديم شهادات على أننا غير جديرين بالتعبير عن الحقيقة والدفاع عن مصالح الناس. ومن يظن أن تحويل مفرداته التعبيرية إلى النيل من البلاد وهويتها أو الوحدة وقدسيتها أو من السلام الاجتماعي وحاجتنا إلى الاستقرار والنظام والتنمية فإنه لايحارب شبكة الفساد ولا الاختلال في الإدارة بقدر مايضيف عمقاً دفاعياً للفاسد والعابث والمستفيد من أي ملعب للفوضى. مثل هذا الكلام ليس من قبيل الرغبة في الوعظ لكننا نحتاج فعلاً لأن ننطلق في الذي نكتبه من المصداقية والنية الطيبة وليس كماهو حال بعض مانقرأه من نتاج صحفي قد ينشد الحق ويقول بعضه ولكن بالكثير من الكذب والتعصب الذي تفضحه العقول وتستهجنه الضمائر. إن كاتباً وصحفياً يحترم نفسه ويقدر مهنته يستطيع أن يتناول ماهو فاسد ويكشف مايحتاج إلى إصلاح ولكن بلغة يبرز فيها العقل والتوازن والمعلومة الصحيحة والغيرة التي تتألق فيها حسن النية والرغبة في العيش في بلد يتطور.. وغير ذلك لايقود إلا إلى التأزيم وطنين الفارغ من البراميل.