قيادة السيارات في بلادنا أشبه بلعبة السيرك، فالقائد لابد أن يكون ماهراً وله عقلان، عقل يفكر به في أمور الحياة وعقل يقود فيه سيارته. فالسيارات تسير في طرقات المدن عن يمين السائق وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، أما الدراجات النارية، فتمرق كالسهام من تحت السيارات ومن فوق الباصات ومن بين أرجل المرور ومن سماء الاشارات، ولا أدري كيف الوفيات قليلة في المدن مع السرعة الشديدة؟!. وأحسب ان المرور غافل عن رصد مخالفات الدراجات التي تتجاوز السيارات والإشارات والنساء والأطفال وحياة الناس بعامة. وقد كانت انتشرت بعض الدراجات النارية التي ترابط في الاشارات ليستخدمها رجل المرور ليلحق بالمخالفين لكنها لم يعد لها وجود. وحسناً فعلت إدارة المرور لأن كثيرين من رجال مرور الدراجات النارية استخدموها لابتزاز السائقين وسرقتهم بالاكراه؛ مع ان إدارة المرور المحترمة، مكنت رجل المرور من دفتر يقيد فيه المخالفين، وليس من حق المرور ان يطلب مالاً على مخالفة في الشارع. حياة الناس - بما في ذلك السائقون - مهددة بهذه السرعة الجنونية المخيفة، خاصة في الطرق بين المدن. وأعلم أن الطائرة بين تعز وصنعاء تستغرق ثلاثين دقيقة، ومضاف إلى الرحلة حضور إلى المطار قبل ساعة ومن مطار تعز إلى المدينة ساعة، أي ان الرحلة بالطائرة تستغرق ثلاث ساعات تقريباً، أما سيارات «المقاوتة» فتقطعها بساعتين ونصف وحسب. وكنا ننتظر ان يخصص مبلغ بسيط من المليارات التي هي ميزانية الداخلية لاعتماد أجهزة مراقبة «لاسلكية» بالرادار لضبط السرعة. وكنا ننتظر ان تكون مصابيح السيارات وفحصها ضمن صلاحيات المرور، غير ان هذه الأمور لم تؤخذ حتى الآن بالحسبان. فالسيارات والشاحنات بدن مصابيح وبدون كوابح وبدون صلاحية في معظمها، ولذلك فوطننا يزف الجنازات كل يوم. فمن المسؤول؟!.