عجباً من أولئك الذين يحاولون الاصطياد في المياه الآسنة من خلال التوظيف السلبي للمناخات الديمقراطية للإضرار بالمصلحة الوطنية العليا.. لقد استمرأ البعض كيل الاتهامات الجزافية للدولة والانتقاص مما تحقق للوطن من إنجازات لا لشيء وإنما لتقاطع مصالحهم الشخصية والحزبية مع التوجهات الهادفة إلى تحقيق التطلعات المنشودة في البناء والتنمية. والحقيقة، إن الذين يتباكون اليوم على أوضاع التعليم يتناسون عن قصد أنهم أنفسهم من سعى إلى تدميره من خلال تسييس التعليم وتفريغه من مضمونه، فبدلاً من العمل على توحيد التعليم بهدف خلق جيل متسلح بالعلم والمعرفة يسهم في بناء الوطن، عملوا على استحداث نظام تعليمي يقوم على التمييز.. الأمر الذي أوجد تصادماً علمياً ومعرفياً كاد أن يمزق الأجيال، ففيما كان نظام التعليم الموحد يعمل على تعميق الولاء الوطني في نفوس الطلاب سعى التعليم في المعاهد العلمية إلى غرس الغلو في نفوس منتسبيه وهو ما كاد أن يؤدي إلى خلق جيلين متصادمين علمياً وعقائدياً لولا أن الحكومة تنبهت لذلك فعملت على توحيد التعليم كضرورة حتمية لإيجاد جيل يدين بالولاء للوطن والثورة والوحدة. ما يؤسف له أن البعض لا يتوانون في الحديث عن إفرازات مناطقية في وقت يعدون هم حاملي لواء التمزيق من خلال مناصراتهم لمن يحاولون إشاعة ثقافة الكراهية بين أبناء المجتمع وتأييد المشاريع الصغيرة التي تستهدف المساس بالوحدة الوطنية وزعزعة أمن واستقرار المجتمع والإساءة لليمن الواحد الموحد على مر العصور. ليعلم أولئك الذين يتهمون الآخرين جزافاً تارة بالفساد ، وتارة أخرى بالمناطقية أنهم غارقون في مستنقع الفساد وممقوتون من الشعب الذي يدرك أنهم من يقفون وراء أعمال الشغب والتخريب وأن خطابهم الإعلامي هو من أوجد شرخاً في نفوس أبناء الوطن. لقد شب أبناء الشعب عن الطوق ولم تعد تنطلي عليهم حيل البعض الذين يتخذون من الدين ستاراً لتنفيذ أجندة سياسية لاتخدم قضايا الوطن، كما أن الوصول إلى السلطة لا يأتي عبر المزايدة وكيل الاتهامات الباطلة بل عبر صناديق الاقتراع التي تعد الوسيلة المثلى لتحقيق ذلك. أضف إلى أن العزف على نغمة المناطقية واستجداء أبناء تعز لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة أمر غير مقبول ومرفوض من الجميع، كون أبناء تعز أصبحوا على قدرٍ كاف من الوعي بأهمية تعزيز الوحدة الوطنية ومستعدين للتضحية في سبيلها إن اقتضى الأمر ذلك.. فهل يدرك هؤلاء هذه الحقيقة؟!