الاحتفال العظيم الذي جرى عشية الاحتفال بالعيد الوطني المجيد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وتخلله عرض عسكري وأمني مهيب عكس قدرات وطن الثاني والعشرين من مايو بالولوج للعام العشرين للجمهورية اليمنية الفتية بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن بخطى واثقة بالمستقبل المشرق. وبهذه المناسبة العزيزة والغالية على كل أبناء جماهير الشعب تم افتتاح ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية بشقيها الاقتصادي والتنموي وتحقيق نجاحات ملموسة على مختلف صعد البناء والإنجاز. وتلك دلالات بارزة وقوية على أن عجلة التنمية تمضي بقوة واقتدار وعلى مختلف المستويات ، والناس دائماً يقيمّون ما بين الماضي التشطيري البغيض والتحولات التي تحققت في ظل راية الوحدة والنهج الديمقراطي. ولاشك أن التحولات الكبيرة التي تحققت تأتي في طريق التنمية المستدامة وبصورة مبرمجة على مستوى الوطن كله «شرقه وغربه وشماله وجنوبه» وذلك يأتي بالدرجة الأولى بفضل الوحدة اليمنية والتي كانت العامل الأساس والحاسم للأمن والاستقرار والازدهار ، ليس على مستوى الساحة الوطنية فحسب ، بل على المستوى الإقليمي والعربي، وهي الهدف الاستراتيجي والأسمى للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. إن تضحيات أجيال الحركة الوطنية وكل الأحرار كانت كبيرة ، وعانت في طريق نضالاتها من ويلات النظام الإمامي الكهنوتي في الشمال والاستعمار الذي كان جاثماً في الجنوب ، وبعد تفجير ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد النظام الكهنوتي الرجعي والمتخلف تفجرت ثورة الرابع عشر من أكتوبر بعدها في ظرف زمني قياسي كامتداد طبيعي ومنطقي لواحدية الثورة والأهداف، وذلك في طريق تصحيح مسارات التاريخ واستعادة مجد اليمن وشموخه. وفعلاً كان الدرب طويلاً ومليئاً بالأشواك والعقبات لأسباب عدة من بينها: تقمص الأيديولوجيات وعوامل الحرب الباردة التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية على هيئات محاور وتحالفات واستقطابات وتكتلات وفي ذلك المسير اليمني هنا وهناك مع مؤثر التجاذب من الشرق والغرب. إلا أن إعادة تحقيق وحدة الوطن ولم شتاته وتمزقه كان الهدف الاستراتيجي الأساس لدى كل القوى السياسية في الساحة الوطنية بمختلف انتماءاتها ومشاربها السياسية حتى لمع برق الأمل وتسارعت الخطى على خلفية حوالي عقدين من الزمن من اللقاءات والاتفاقات من توقيع القاهرة وطرابلس وحتى الكويت بين قيادتي الشطرين والتي كانت تبحث التفاصيل الدقيقة في قيام التنظيم السياسي الموحد. وبعد التوقيع على دستور دولة الوحدة في الثلاثين من نوفمبر عام 1989م في عدن لاح فجر الوحدة ، واحتشد من أجل هذه الغاية كل الشرفاء الوحدويين من كلا الشطرين ، يتقدمهم الأخ المناضل علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية ورُفعت راية وطن الثاني والعشرين من مايو وقيام الجمهورية اليمنية باحتفاء تاريخي لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر وبتأييد إقليمي وعربي ودولي مثّل إشراقات نادرة الحدوث في زمن ساده الانكسارات والتفككات. وبهذه المناسبة إن عجلة التاريخ دوماً لاتعود إلى الوراء وإن على الزاعقين والناعقين بأصوات النشاز إنما هم يطاولون المحال والمستحيل بعينه.. وكل عام وكافة أبناء الشعب اليمني الأبي في تقدم وازدهار تحت راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. فخر إنجازات الشعب ومكمن اعتزاز الأمة.