التلوث من أخطر العوامل المؤدية إلى تدمير الحياة البيئية الطبيعية.. طبعاً «البيئة الطبيعية» هي كل مايحيط بنا من أشجار، ومياه، وتربة، وطيور، وحيوان، وحشرات، ومن كل ماليس للإنسان دخل فيه مثل السواحل والبحر، والحجر والجبل والسهل، والوادي كل هذه تسمى البيئة الطبيعية، ولها تأثير على حياتنا جمالاً ومنافع لايمكن الاستغناء عنها إلى جانب ذلك الهواء الذي نتنفسه والذي له أثر كبير في استمرار حياتنا لأننا بدون هواء نموت، وبدون هواء نقي نمرض، وللنبات دور كبير في تنقية الهواء من الغاز الخانق «ثاني أكسيد الكربون» وتزويده بالأكسجين الأساس لحياتنا. لذا فالتلوث يؤدي إلى تدمير هذه الحياة الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وخلق البشر لتتكامل الحياة بهم جميعاً.. فإذا أفرط الإنسان في استخدام الملوثات أدى إلى تدمير التربة التي يعيش النبات عليها، فإن أصاب التربة الدمار هلك النبات، وإن تلوثت المياه أيضاً أهلكت النبات وشحت مصادر المياه للإنسان وبالتالي يتضرر الإنسان من نواحٍ عديدة وتصبح حياته صعبة جداً يستحيل تحملها والبقاء في ظلها. إن الإنسان بالتلوث الناتج عن استخداماته لمواد وآلات، وكيماويات يدمر نفسه دون أن يدري، أو يعتدي على نفسه دون أن يدري. ويعد التلوث، جنباً إلى جنب مع شحة المياه، وعدم العناية بالنبات من أهم الأسباب التي تؤدي إلى التصحر، فالتصحر هو انحسار المناطق النباتية، أو النباتات الخضراء عن الأرض، وازدياد المناطق العارية من النبات، وهذه الحالة تعني انحسار الحياة الحيوانية والحشرية، وموت الحياة الطبيعية، وبالتالي تضيق الأرض الصالحة لحياة الإنسان، مما يشكل مخاطر كثيرة على استقرار وأمن الإنسان المعيشي والحياتي. إننا في اليمن نعاني من استنزاف مرعب لمواردنا الطبيعية المتعلقة بالحياة البشرية.. فالتوسع في شجرة القات، واستنزاف المياه لها واستخدام المخصبات الكيماوية لها.. كل ذلك مما يسبب تدمير مساحات واسعة من التربة، وإهدار المياه بشكل مفرط، لشجرة هي من اسوأ الاشجار على وجه الأرض قاطبة، فهي إلى جانب ذلك.. تؤدي إلى ضياع معظم أعمارنا هباءً ودون أي عائد يذكر، أي مضيعة للوقت، فهي زراعة وتجارة، وتناولاً تقف عائقاً أمام الاستثمارات الزراعية والحيوانية والغذائية فإلى متى نظل في تدمير حياتنا.