لا تُذكر تعز إلا ويُذكر «ابن علوان» الشيخ الجليل و«جبل صبر» فقد صارا رمزين للمدينة الحالمة، ولكن طرأ جديد ثالث تُذكر به المدينة.. والآن يقال كلما قيل «تعز»: «ابن علوان، جبل صبر.. والعطش!» حيث مشكلة المياه صارت بدورها رمزاً ثالثاً للمدينة الظامئة!. السلطة المحلية تتعرض لإحراج شديد وضغوط معنوية وجماهيرية كبيرة بسبب مشكلة المياه، المشكلة المزمنة التي طال أمدها وتراكمت مضاعفاتها بتراكم أعداد السكان، وزيادة الهجرات الداخلية إلى عاصمة المحافظة.. والتوسع العمراني والتجاري. الأمر ضاعف، باستمرار، من حدّة الأزمة المائية مع تضاعف الحاجة إلى كميات أخرى من المياه. واليوم تتعلق الآمال بمشروع التحلية، ولا أحد يريد أن يفسد على نفسه أو على الناس جميعاً الفرحة المؤجلة ليسأل بشفافية ووضوح: هل مشروع التحلية المرتقب سيمثل حلاً نهائياً شافياً للمشكلة من جميع جوانبها؟!. مثلاً: ما هي الطاقة الإنتاجية للمحطة المشروع، وكم تمثل في النسبة المئوية إلى نسبة الحاجة والاستهلاك اليومي؟!. ونذكّر دائماً أيضاً، بأن إب قد دخلت في خط الجفاف والحاجة إلى نصيب من مياه مشروع التحلية!. وقبل هذا وذاك، متى تنتهي الأعمال الانشائية والتجهيزات في مشروع التحلية لنبدأ بضخ المياه العذبة إلى تعز؟. وفي هذه الجزئية يجب التأكد من أن المشروع لن يتأخر، وأن توجيهات رئيس الجمهورية سوف تأخذ حقها في الاهتمام والتنفيذ العاجلين. بيت هائل سعيد أنعم يُشكرون على خدماتهم الكبيرة والجليلة التي وصلت إلى كل قرية وعزلة ومديرية ومدينة في طول وعرض البلاد، وأياديهم البيضاء تُحفظ لهم عند الناس وتضاعف من رصيدهم الوطني والإنساني. وكما هو واضح وجلي؛ فإنهم لم يبخلوا على تعز دائماً، ولن يبخلوا عليها لاحقاً، وإضافة إلى سرعة إنجاز مشروع التحلية، أقترح عليهم وعلى السلطة المحلية في المحافظة تشكيل فريق علمي متخصص تكون مهمته إعداد دراسة متكاملة لحلول ثورية وبدائل أخرى إلى جانب الاعتماد على التحلية، حتى لا تظل التحلية هي الخيار الوحيد مستقبلاً.