توقعات وتكهنات وتصريحات خبراء الاقتصاد من أن البلاد سوف تواجه ظروفاً صعبة وقاسية، وفي اعتقادي إنهم يستندون في ذلك إلى بعض المعطيات الملموسة اليوم ومن أهمها تأثر اليمن بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بمعظم بلدان العالم وتراجع الإنتاج النفطي إضافة إلى الجفاف الذي أصاب البلاد وأثر سلباً على الانتاج الزراعي. مثل هذه التصريحات تدخل الخوف والرعب إلى الكثير من أبناء الشعب إلا أن السؤال الملح الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة: لماذا لم تطرح مثل هذه التكهنات والمخاوف أمام السلطة التنفيذية والتشاور معها لتجاوز ما قد يحدث من خلال وضع استراتيجية وطنية تجنب البلاد والعباد شر ماقد يحدث؟. وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة تتعاظم المسئولية وتكبر على الحكومة، لذا عليها أن تتخذ الخطوات الهادفة من خلال وضع الدراسات الآجلة والعاجلة والتي من شأنها تجاوز أي أزمة قد تحدث وتؤدي إلى المساس بحياة الناس الاقتصادية والمعيشية. إزاء مثل هذا الوضع فإن على الحكومة بالتعاون مع خبراء المال والاقتصاد وضع المعالجات حتى لانصل إلى مرحلة يصعب الرجوع عنها وهناك الكثير من الخطوات العاجلة يمكن اتخاذها والتي ستساعد في التخفيف من الأزمات المحتملة من أهمها التقليل من النفقات العبثية ومن أبرزها: منع استيراد السيارات، التوقف عن شراء الأثاث الذي لامبرر له، التقليل من سفر الوفود إلى الخارج، التقليل من استضافة الندوات والمؤتمرات قدر الإمكان، ضبط العمل الإداري الذي يؤدي إلى تحميل خزينة الدولة مبالغ نحن في أمس الحاجة إليها، التوعية المكثفة لموظفي القطاعين العام والمختلط بأهمية المال العام وضرورة الحفاظ عليه، العمل على القيام بحملات توعية في أوساط الناس بأهمية تنظيم الإنجاب فليس هناك تناسب بين النمو السكاني المتسارع والإنتاج الزراعي والصناعي حيث إن المنظمات المتخصصة بشئون السكان تحذر اليمن من خطر النمو غير الطبيعي لسكان اليمن باعتبار أن اليمن أصبحت من أكبر البلدان نمواً في السكان وهذا يرجع إلى الجهل وعدم الوعي لدى الناس بخطورة المشكلة. من هنا فإن على الدولة أن تقوم بواجبها بتوعية الناس من خلال كل الوسائل المتاحة لخظورة المشكلة يقابل كل ذلك العمل على زيادة في الايرادات ووضع برامج عاجلة وآجلة للنهوض الاقتصادي والزراعي مع القيام بحملات ضد شجرة القات التي كان لها الأثر الكبير في تخلفنا الزراعي والاقتصادي بالإضافة إلى استغلال القروض والمساعدات في مشاريع مفيدة ومنتجة يكون لها مردود اقتصادي على البلد فإذا توافرت الإرادة الجماعية للإصلاح فإننا نستطيع أن نخرج من الأزمات، وعلينا أن نقلل من الكلام ونكثر من العمل وأن ألانضع كل اعتمادنا على ما يأتينا من الخارج من هبات ومساعدات وقروض فهذه ستنقطع في يوم من الأيام، والاعتماد على الذات خير وسيلة للبقاء وتجاوز مانخاف منه اليوم وماسيكون غداً.