ترافقت امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي لهذا العام في حضرموت - الساحل - مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حداً بلغ بها أن تصبح يومية على غير ما كانت عليه في الأعوام الماضية، التي بدأت فيها تتقلص مساحة القطع، إلا أن الجميع عانى الأمرين، ولم يسلم طلابنا وطالباتنا من لهيب الأجواء الساخنة وانقطاع التيار الكهربائي الذي ينطفئ آناء الليل وأطراف النهار، الأمر الذي جعلهم يضربون أخماساً في أسداس، بين قيظ الواقع ولهيبه، وصمت الكهرباء وخذلانها، وتوتر الأسئلة وضعف المشوار التعليمي خلال العام الدراسي الذي تناوشته الكثير من المشكلات. وقد أبت كهرباء حضرموت - الساحل - إلا أن تشعر الجميع بحضورها السلبي، متخذة من ارتفاع درجة الحرارة طريقاً للفرار من المسؤولية، على الرغم من معرفة الجميع بما يشهده شهر يونيو من ارتفاع معدل الرطوبة والسخونة في الجو ، إلا أن المعالجات لم تصل بعد إلى معالجة الاختلالات والانقطاعات التي تزور الجميع في كل سنة شهراً، والفاتورة تتضاعف، والمواطن صابر ومصبور، ويتداول الشارع الكثير من الطروحات التي زادها توكيداً ما يلمسه المواطن من حديث ممجوج لمسئولي السلطة المحلية والمؤسسة المحلية للكهرباء بالمحافظة دون بارقة أمل في قطع التساؤلات، والحسم بثقة أن هذه المشكلة تحتاج إلى هذه المعالجة أو تلك.. فالكل يعزف على الحلول الترقيعية، دون أن نصل وإياهم إلى معرفة أساس المشكلة، هل في زيادة الأحمال العشوائية أم في عدم تماهي القوة المتاحة مع المستخدمة، أم في نوعية الماكينات التي تدخل إلى الخدمة الفعلية بين حين وآخر وهي على خلاف المواصفات، لتظل فاتورة الصيانة والشراء لقطع الغيار مفتوحة على مصراعيها. كثيرة هي المنغصات التي جلبتها وتجلبها انقطاعات التيار الكهربائي في محافظة ساحلية تصل درجة الحرارة فيها إلى معدلات كبيرة، ولكن تبقى العملية الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوي جاثمة على نَفَس الطلبة والطالبات الذين شكوا إلى طوب الأرض هذه المعضلة، والكل يعمد إلى التسكين، دون مواجهة حقيقية أس المشكلات التي تعانيها هذه المؤسسة على الرغم من المدخولات الكبيرة التي تصل إليها نهاية كل شهر، ونجدها تتشدد في معاقبة المتقاعس أو المتخاذل عن تسديد فاتورته، في حين لا نلمس منها اعتذاراً يبقي على خيط الود بينها ومستخدمها المواطن الغلبان الذي يطبق عليه قانون القطع، في حين تتغافل أو تمارس الصمت على من يقتات الكهرباء بشكل عشوائي دون حسيب أو رقيب، لذا أصبحت الكهرباء امتحان اليوم وغداً وبعد غد!.