الكهرباء تمثل شريان الحياة وإحدى وسائل الراحة التي تجعل الحياة أكثر سهولة ويسراً ومن الخدمات الضرورية المفترض تواجدها لخدمة المواطنين، فهي من أساسيات البنى التحتية التي تحتاجها المجتمعات وشرط أساسي في قيام الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتحسين أحوال الناس وجذب الاستثمارات الخارجية وتوطين رأس المال المحلي ودونها لا يمكن لأي مجتمع تحقيق التطور والرفاهية الحضارية. وفي الآونة الأخيرة كثرت شكاوى المواطنين في محافظة عدن بشأن الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي، فقدت شهدت المحافظة منذ سنوات نمواً عمرانياً وسكانياً أدى إلى استهلاك أكبر للطاقة الكهربائية في ظل غياب الجهود لاستيعاب ازدياد الطلب على الكهرباء وتطوير الشبكة وتقويتها، مما شكل ضغطاً كبيراً على محطات التوليد القديمة وتفاقمت المشكلة أكثر وتضاعفت معاناة الناس من الانقطاعات بصورة متكررة ولساعات طويلة مع العجز عن إيجاد المعالجات اللازمة لتلبية احتياجات المحافظة من الطاقة الكهربائية وتحسين الشبكة. إن أوضاع الكهرباء وما شهدته هذا العام من تراجع وتدهور من القضايا التي أصبحت تشكل هاجساً لجميع المواطنين جراء ما سببته الانقطاعات اليومية المتكررة على كافة المناطق والأحياء من انزعاج واستياء الناس حيث باتوا بحالة من اليأس والاكتئاب نتيجة الأضرار المادية والمعنوية والنفسية التي لحقت بهم، فالبعض منهم يضطرون للذهاب إلى أعمالهم صباحاً دون أخذ كفايتهم من النوم والراحة لغياب التيار عنهم طوال ساعات الفجر، كما أن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يؤثر على الطلاب الذين عجزوا في هذا العام عن مذاكرة دروسهم وتأدية امتحانات نهاية العام على النحو المطلوب منهم، ناهيك عما تسببه تلك الانقطاعات المتواصلة من تعطل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وإحراقها؛ ولأن هذا العام يصادف أجواء حارة جداً لا يمكن لأحد أن يتحمل درجة الحرارة المرتفعة، صار الاعتماد الكلي على الكهرباء وأجهزة التبريد التي تخفف عن الناس معاناتهم من الجو اللهيب، وللانقطاعات المتكررة أيضاً تأثيراتها السلبية على المرضى وكبار السن والأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يستطيعون الصمود أمام شدة الحرارة وانعدام التهوية اللازمة. بالتأكيد نثمّن الجهود المبذولة لحل هذه الإشكالية لكن لابد من الإسراع وإيجاد حلول جذرية لإنهاء الأزمة ووضع حد لمعاناة المواطنين وتجنب الأضرار التي يتعرضون لها، والتي لا تتوقف على الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، كما يضاف إليها معاناة عدد من المناطق من ضعف شدة التيار الكهربائي وعدم وجود صيانة دورية والربط العشوائي وحالات السرقة للتيار الكهربائي وما لها من نتائج فادحة بما تشكله من خطر يهدد أرواح الناس ومصدر قلق دائم لاتزال الجهة المختصة في الكهرباء تقف صامتة ولا تحرك ساكناً أمام هذه المشاكل. وهنا نناشد وزارة الكهرباء أن تضع نصب عينيها راحة واستقرار المواطن وتأخذ جميع الهموم المتعلقة بالكهرباء من صيانة واستهلاك وتوليد طريقها إلى الحل الأمثل. [email protected]