قبل أيام وتحديداً في 3 - 7 - 2009م كنت في زيارة للضالع ومررت بمدينة الحبيلين، شاهدت خلال هذه الزيارة حالة الخوف والهلع لدى كثير من المواطنين جرّاء التهديدات التي يوجهها لهم بعض الخارجين والمتقطعين، وسمعت بنفسي من أكثر من عنصر من هؤلاء شائعات تفننوا بنشرها في أوساط الناس وهي أساليب استخباراتية بامتياز لا تأتي إلا من عناصر تدربت على أيدي عناصر بأجهزة استخبارات ال« كي . جي . بي ». لا أخفيكم سراً أنني وسط هذا الكم من الشائعات أوشكت على تصديقها فما بالكم بالإنسان البسيط الذي يعمل خلف عربية «جاري» يبيع فيها خردوات أو بلس «تين» أو عامل في مطعم أو بقالة لا يعرف من الحياة إلا أمه وأبيه الطاعنين في السن وعليه توفير لقمة العيش لهما ولأطفاله إن كان متزوجاً، الكثير من هؤلاء البسطاء تركوا أعمالهم وتركوا بسطاتهم بكل ما فيها وأغلقوا محلاتهم وغادروا هذه المناطق قبل 7-7 بحثاً عن الأمن والأمان وحفاظاً على حياتهم من تهور عناصر مغرر بها تدفعها أيادٍ خبيثة استمرأت القتل والتصفيات الجسدية وعملت خلال الفترة السابقة على تهيئة مناخ للعداء الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد. بتفحص وجوه قيادات الحراك نجد أن هذه العناصر هي من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء المحافظات الجنوبية في أحداث يناير 1986وهي عناصر قبلية تأدلجت بالمنهج الشيوعي لايردعها وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني عن كل الجرائم التي تقترفها. الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها هذه العناصر بحق ثلاثة من المواطنين الذين غادروا مناطقهم للبحث عن لقمة العيش لأطفالهم والتمثيل بجثثهم بعد قطع يد وإخراج أحشاء أحدهم، جريمة لا يمكن أن تأتي إلا من عناصر اعتادت القتل بالهوية واستمرأت التمثيل بجثامين الموتى لأنها تدربت في معارك يناير الدموية. الجريمة ارتكبت في منطقة حبيل جبر وهي نفس المنطقة التي تم فيها منع أحد أبناء المحافظات الشمالية «البحري» من دفن ابنه بمقبرة المنطقة مما اضطره لدفنه في عاصمة محافظة لحج «الحوطة» ومن هذه المنطقة ينتقل بعض المخربين للتظاهر في كل المناطق مما يعني أن كمية الشحن المناطقي وصل في وعي هؤلاء درجة من الخطورة على السلم الاجتماعي لا يمكن تجاوزها . اتصلت مساء الجمعة بأحد الصحفيين من أبناء المنطقة أسأله عما حدث ورؤيته فكان رده أن هذا حادث جنائي، مع أن أحد الجناة عنصر فاعل فيما يسمونه «الحراك» .. وقلت له: إن الشعارات التي تردد في المظاهرات مناطقية وعنصرية وستسفر عن كوارث اجتماعية وعلى الصحافة مسئولية أخلاقية قبل أن تكون مهنية في التصدي لمثل هذه الأعمال بعيداً عن أية حسابات سياسية أو مصالح ذاتية لأن الوطن وطن الجميع. فرع الإصلاح بالضالع تنبه أخيراً للنتائج الكارثية لأعمال الحراك وأصدر بياناً دعا فيه إلى التصدي لمثل هذه الأعمال ورفع الغطاء السياسي الذي تقدمه أحزاب المشترك لهؤلاء ومحاكمة كل من يثبت تورطه في الأعمال التخريبية حتى من قيادات المشترك، هذا الموقف إيجابي وإن جاء متأخراً «فإن أتى متأخراً أفضل من ألاّ يأتي» وعلى قيادات المشترك في المركز أن تميز بين العمل السياسي الذي نحن أعضاء المشترك جزء منه والعمل التخريبي الذي نرفضه وندعو إلى إدانته والتبرؤ منه. الدولة اليوم مطالبة بأن تتصدى لأي أعمال تخريبية وتستخدم كل الإمكانات لحماية الناس من هذا التوحش الذي يستهدف الوطن بكل مكوناته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعدم التهاون في تنفيذ أحكام القضاء التي تصدر بحق كل من يحرض على العنف أو يسيء للوطن بالقول أو الفعل، الديمقراطية ليست فوضى والسياسة ليست تخريباً والحزبية ليست عمالة وإلا فإن الديكتاتورية بصورها البشعة أفضل من ديمقراطية الفوضى.