في القضايا الواضحة التي تحتشد فيها كل أركان الجريمة لايستطيع الرأي العام أن يتفهم ذلك التطاول الزمني المريب بين يوم ارتكاب الجريمة وبين إصدار الحكم.. نفهم شيئاً حول ضرورة أن يفسر القاضي الشكوك لصالح المتهم وأن ممثل النيابة والادعاء هو الخصم الشريف وأن واجب المحامي أن يستبسل لإثبات براءة موكله لكن كل ذلك أمام قضايا الرأي العام الجسيمة التي يعترف فيها المجرم ويشهد الشهود، وتؤكد الأدلة الجنائية أنه لايصبح من يعرقل سرعة تنفيذ الحكم محامياً للشيطان وإنما يصبح هو الشيطان نفسه. لقد سئم الناس متابعة الجرائم التي تمزق أنياط قلوبهم وتعبث بعقولهم وضمائرهم ولذلك فإن المرجح أن يتحول تنفيذ حكم القصاص في قاتل ومغتصب إلى مهرجان يحظى بمتابعة وكأنه مباراة مثيرة في كرة القدم.. هل شاهدتم كيف كان سكان العاصمة صنعاء يتوافدون على الأماكن التي يحتمل أن ينفذ فيها حكم الإعدام في حق مغتصب وقاتل الطفل حمدي.. حتى إنهم تمنوا تحقق فكرة التعزير والإعدام من شاهق . الناس لايحبون مشاهدة لحظة إزهاق روح إلا إذا تم انتزاعها من قاتل عدو للحياة. وحسبنا أن نتفهم كيف أن الله أكد في محكم كتابه أن لنا في القصاص حياة. وجريمة مثل تلك التي ذهب ضحيتها ثلاثة من أبناء القبيطة يعملون في محل للحلويات في حبيل جبر وسرد فضائعها الناجي الوحيد هي من الجرائم التي يمثل الإسراع في القبض على الجناة وتنفيذ حكم الله فيهم إعادة الاعتبار للعقيدة والوطن والحياة.