«لقد شهدت مؤخراً أنك مصمم على أن كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية تعمدوا حجب معلومات مهمة عن جميع أعضاء الكونغرس، وخدعوهم طوال سنوات منذ عام 2001 حتى الأسبوع الحالي».. ماذا يعني ذلك.. هذه الرسالة نشرت على موقع النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، آنا إيشو وهي مؤرخة في السادس والعشرين من يونيو الماضي. الأربعاء الماضي تم الكشف عن رسالة موجهة من قبل سبعة أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب إلى مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية الحالي، ليون بانيتا تتعلق بمخالفات ارتكبتها الcia في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش وبتوجيهات من نائبه ديك تشيني حسبما أوردت شبكة cnn الأحد الفائت. كانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أخفت عن الكونغرس في عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش معلومات حول برنامج مكافحة الإرهاب السري ، وذلك بطلب مباشر من نائبه، ديك تشيني، وفقاً لما صرح به مدير الوكالة الحالي وأكده مسؤول مطلع لشبكة CNN بانيتا، وأثر رسالة النواب السبعة كشف لأعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين عن تورط تشيني في هذا الأمر، الأمر الذي أكد مضمون تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق. ربما يتذكر البعض كيف كان الرئيس الأمريكي السابق وكبار المسؤولين في إدارته يؤكدون أن برنامج التنصت السري على المكالمات كان أداة مهمة في منع هجمات إرهابية على الأراضي الأمريكية. لكن مراجعة ومسحاً أجريا مؤخراً للبرنامج المذكور من قبل عملاء فيدراليين أمريكيين بيَّنا أن كثيراً من المعلومات التي جمعتها الإدارة الأمريكية السابقة من خلال برنامج التنصت السري من دون مذكرة قانونية، تتسم بالغموض ومن الصعب استخدامها واستغلالها! برنامج التنصت كان أثار جدلاً واسعاً عندما اعترفت إدارة بوش بوجوده في العام 2005واعتبرته تلك الإدارة بمثابة الورقة السحرية لكشف المؤامرات ضد الولاياتالمتحدة يقول عنه تقرير صادر حديثا عن عدد من الوكالات الأمريكية بينها الcia «برنامج الرئيس للتنصت لم يكشف عن أية صلة بالإرهاب، إلا أن كثيراً من الشهود في مكتب التحقيقات اعتقدوا أن مجرد أي احتمال يؤدي إلى معلومات مهمة ومفيدة جعل من العملية برمتها أمراً تستحق التنفيذ». التقرير قدمه مؤخراً مدير التحقيق في وكالة الاستخبارات المركزية CIA ووزارة العدل ووزارة الدفاع وغيرها من الوكالات والهيئات الأمريكية، وكشف ما مفاده أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI و"السي آي إيه" CIA، شعروا بالإحباط بسبب السرية التي أحاطت بذلك البرنامج. مديرا السي آي إيه السابقان، مايكل هايدن وبورتر غوس اعتبرا من جهتهما أن أشرطة (التنصت) سدت فجوة في الاستخبارات الأمريكية، لكن وبينما وصفها أحد كبار المسؤولين بأنها "مصدر معلومات مهم"، اعتبرها مكتب التحقيقات الفيدرالي "أداة من عدة أدوات" في جهوده لاستباق المؤامرات الإرهابية.. الأمر إذاً لم يمثل سوى .."مجرد أداة ، لم تسفر بالطبع سوى عن انتهاك القانون والتدخل في خصوصيات المتصنت عليهم ربما كان ذلك مفهوم الأمن الامريكي لدى الإدارة السابقة.. ربما!