قبل أيام شهدت مدينة تعز حادثاً مرورياً مفجعاً شهده أحد الأسواق بالمنطقة «سوق نجد قسيم» جراء اندفاع قاطرة كبيرة بشكل غير طبيعي باتجاه السوق بعد أن فقد السائق السيطرة على كوابح القاطرة فإذا بها تتجه صوب المواطنين الأبرياء المتواجدين داخل السوق وبعض المارة مما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من02شخصاً علاوة على الاضرار البالغة بالمركبات والممتلكات الخاصة بالمواطنين، هذا الحادث أعاد إلى الأذهان ما شهده سوق القرعي بمديرية يريم قبل عدة سنوات عندما هوت ناقلة غاز باتجاه السوق الخاص ببيع القات مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. ولعل تكرار هذا النوع من الحوادث يدفعنا لمطالبة السلطات المحلية في المحافظات الواقعة على الطريق الرئيسي والطرق الأكثر حركة مرورية بالعمل على إبعاد مواقع الأسواق والتجمعات التجارية عن الطريق تجنباً لوقوع حوادث مرورية مؤسفة كما هو حال حادثتي سوق تعز وسوق القرعي، وفي هذا السياق وحرصاً مني على براءة الذمة فإنني هنا ومن خلال صحيفة « الجمهورية » الغراء أتوجه بنداء استغاثة عاجل إلى اللواء يحيى علي العمري ، محافظ ذمار رئيس المجلس المحلي بشأن أوضاع الأسواق الواقعة على الطرق الرئيسة داخل المحافظة والتي قد يتسبب وقوع حوادث مماثلة للحوادث سالفة الذكر بمجزرة بشرية لا حصر لها ويأتي في مقدمتها سوق شناظب بمدينة معبر الواقع في الدائري الجنوبي على طريق صنعاءعدن . هذا السوق الذي وصل إلى نصف الطريق الإسفلتي مجسداً واحدة من صور الفوضى والعشوائية المرورية حيث يخلق هذا السوق ازدحاماً مرورياً خانقاً وبصورة يومية رغم أن هناك توجيهات محلية صدرت بنقل السوق إلى موقع آمن، إلاَّ أن هذه التوجيهات والتوصيات ضُرب بها عرض الحائط، فكيف سيكون الحال يا سيادة المحافظ لو فقد سائق شاحنة أو عربة نقل كبيرة السيطرة على الفرامل؟!! بالتأكيد إنه سيخلف مجزرة بشعة فلماذا لا يتم إعادة النظر في موقع هذا السوق ونقله إلى مكان آخر، وإبعاد البسطات والسيارات التي تفترش الطريق الممتد من أمام مسجد النور حتى موقع جمعية معبر الخيرية فالخطر فيها كامن أيضاً ولا أعتقد أنكم ترضون وقوع جرائم إنسانية من هذا النوع. والأمر ذاته ينطبق على سوق الدائرة بشارع رداع وسوق جولة رداع وسوق عنس وكلها أسواق واقعة على الطريق ، الأمر الذي يجعلها مخفوفة بالمخاطر ، وقس على ذلك أسواق ضوران ومدينة الشرق ورصابة، وأنا هنا إذ أضع هذه القضية على طاولتكم فإني على ثقة تامة بأنكم ستتفاعلون معها بجدية، كون ذلك يخدم المصلحة العامة ويوفر أعلى درجات السلامة للعاملين والمترددين على الأسواق الشعبية والعامة التي صارت أشبه بالقنابل الموقوتة ومن أجل ذلك اتطلع إلى إصدار توجيهاتكم بنقل كافة الأسواق الواقعة على الطريق الرئيسي وإزالة كافة البسطات التي تفترش الطرق الإسفلتية والقيام بالإشراف والمتابعة لسير عملية التنفيذ والتوجيه أيضاً للمجالس المحلية بايجاد أسواق ملائمة للنشاط التجاري والاقتصادي بمختلف أشكاله بما في ذلك تحديد مواقف للسيارات والمركبات بعيداً عن الطريق العام للحيلولة دون وقوع حوادث مرورية ولمعالجة مشكلة الاختناقات المرورية التي دائماً ما يشهدها طريق صنعاءعدن ابتداءً من معبر مروراً برصابة ومفرق حمام علي وحتى الخروج من آخر نقطة مرورية تابعة لمحافظة ذمار وأعتقد أنها مطالب ليست مستحيلة التحقيق ولا يحتاج تنفيذها سوى إرادة قوية وقرار حازم ورقابة فاعلة حينها سنحد كثيراً من نسبة الحوادث المرورية التي تقع في هذه المناطق وهو إنجاز سيضاف إلى رصيد إنجازات المحافظ العمري وإنجازات نظام السلطة المحلية على طريق التنمية المحلية الشاملة التي ينشدها الوطن والمواطنون على حدٍ سواء.