يحارب الإرهاب بشراسة.. ولدود للجريمة والمجرمين بأنواعهم، ولكنه يخصص جزءاً من وقته لمحاربة الاختلالات والمخالفات داخل المؤسسة الأمنية، وأمامه الكثير من المهام لينجزها تباعاً. زيارات مباغتة من وزير الداخلية اللواء مطهر رشاد المصري إلى عدد من أقسام الشرطة ومديريات الأمن في أمانة العاصمة؛ فاجأت القيادات الأمنية ومديري الأقسام، بعضهم لم يكن متواجداً. ولهذا السبب ولأسباب أخرى تتعلق بالانضباط والتزام الأنظمة ومخالفات مخلة أحيل البعض إلى المحاسبة والتحقيق، واستبدل آخرون. تكررت هذه المبادرة من الوزير المصري، وخلقت انطباعاً جيداً لدى الرأي العام وفي وسائل الإعلام، والمرجو هو أن يأخذ الآخرون القيادات الأمنية في الأمانة وبقية المحافظات مبادرات مشابهة، على سبيل الاقتداء واحتذاء القدوة. ما يحدث في أقسام الشرطة شأن عام وليس خاصاً، كونه يتطرق إلى الوظيفة الأهم والأخطر في الجسم الأمني للمجتمع بأسره. وقد كانت ولاتزال شكاوى وتذمرات عدة من مواطنين تجاه أساليب مجحفة تنالهم وتنال منهم بسوء في بعض الأقسام ومديريات الأمن!. والشكوى محقة وموضوعية ولا يجب التساهل فيها، وأرى أن الوزير المصري هو الأقدر والأكفأ للقيام بهذه المهمة وضبط الأداء والوظيفة الأمنية المناطة برجال الأمن ومنفذي القانون. مؤخراً أمس لا غير اتخذت الداخلية قراراً جريئاً ومبادرة أخرى مهمة وجيدة بالانفتاح على الرأي العام، وإشراك المجتمع والمواطنين مع المؤسسة الأمنية في متابعة ومراقبة الأخطاء وسواها من القضايا المتعلقة بوظيفة الداخلية والأجهزة التابعة لها. الخطوة تمثلت في وضع وإيجاد صناديق خاصة بشكاوى ومقترحات المواطنين حول الأداء والشأن الأمني عموماً، بحيث تكون هذه الصناديق متاحة في المرافق الحكومية ومرافق الشرطة ومديريات الأمن. وهي مبادرة ذكية وفعالة؛ على أن يتم التعامل مع الفكرة بجدية وحرص، وتسند مهمة القراءة والتحليل والمتابعة اليومية لفريق خاص وكُفء. لا أن تؤول الرسائل إلى صناديق المهملات أو تتكدس في أماكنها كما حدث ذات مرة مع أمانة العاصمة وانتهت الفكرة إلى لا شيء!!. يُحسب للوزير المختبر والمتمرس مطهر المصري أنه يؤمن بالتجديد الدائم في الأفكار والمضامين العملية المباشرة. ورجل مثله جدير بالاحترام، مثلما هو جدير أيضاً بأن نقترح عليه تشكيل لجنة خاصة بمراجعة وتقييم عمل أقسام الشرطة ومديريات الأمن والمظهر العام لكل واحدة من هذه المرافق شكلاً ومضموناً؛ وحتى على مستوى النظافة العامة والظروف الصحية والإنسانية لأماكن الحجز في تلك الأقسام. تتنوع وتكثر المهام والواجبات أمام وزير الداخلية، ولكن اللواء المصري أثبت على الدوام أنه منفتح على جميع القضايا والمهام، فحربه الناجحة والموفقة على الإرهاب لم تشغله عن بقية الملفات. وهذا ما نتمناه على الوزير والوزارة باستمرار. شكراً لأنكم تبتسمون